للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَصَرَ النَّبِيُّ العَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ (١).

وَإِنَّمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ مُتَوجِّهًا إِلَى مَكَّةَ، لَا أَنَّهُ كَانَ سَفَرُهُ إِلَى ذِي الحُلَيْفَةِ فَقَطِ، وَبَيْنَ المَدِينَةِ وَذِي الحُلَيْفَةِ مِنْ سِتَّةِ أَمْيَالٍ إِلَى سَبْعَةٍ، فَلَا حُجَّةَ لِمَنْ أَجَازَ القَصْرَ فِي قَلِيلِ السَّفَرِ وَلِمَنْ خَرَجَ إِلَى بُسْتَانِهِ (٢)، لأَنَّ الحُجَّةَ فِي السُّنَّةِ لا فِيمَا خَالَفَهَا.

وَمِنْ بَابِ: يُصَلِّي المَغْرِبَ ثَلَاثًا فِي السَّفَرِ

* فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ (٣).

قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ (٤): [لَمْ] (٥) تُقْصَرِ الْمَغْرِبُ فِي السَّفَرِ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهَا وِتْرُ صَلَاةِ النَّهَارِ.


= في الأوسط (٤/ ٣٥٢) والبيهقي في الكبرى (٣/ ١٤٦) والحاكم كما قال الحافظ تغليق التعليق (٢/ ٤٢١) - ولم أقف عَلَيْه إلى الآن - جميعًا من طريقِ الثَّوري عن وَرْقَاء بن إِيَاسٍ عن عَلِيِّ بن رَبِيعَة، قال: خَرَجْنَا مَعَ علي بن أبي طالب ، فذكره.
قال الحافظ في تغليق التعليق: (٢/ ٤٢١): "إِسنادُهُ صَحِيحٌ".
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٤٤٩) عن وَرْقَاءَ بن إِياس بلفظٍ آخَرَ.
(١) حديث (رقم: ١٠٨٩).
(٢) هذا قول الظاهرية كما في المحلى لابن حزم (٥/ ١٣ - ٣٣ - ٣٤).
(٣) حديث رقم (١٠٩١).
(٤) هو قول المهلَّب بن أبي صُفْرَة كما في شرح ابن بطال (٣/ ٨٥).
(٥) ساقطَةٌ مِنَ المخْطُوطِ، والاسْتِدْراكُ مِنَ المصْدَرِ السَّابِق.

<<  <  ج: ص:  >  >>