كتاب شرح صحيح البخاري - الأصبهاني

[كتاب الأذان] - ومن باب: يبدي ضبعيه ويجافي في السجود - ج: 2 - ص: 617

قَالَ صَاحِبُ الغَرِيبَيْنِ (١): قَوْلُهُ: (مَنْ قَشَّبَنَا)؟ أَرَادَ أَنَّ رِيحَ الطِّيبِ فِي حَالِ الإِحْرَامِ قَشَبٌ، كَمَا أَنَّ رِيحَ النَّتْنِ فَشَبٌ، وَيُقَالُ: مَا أَقْشَبَ بَيْنَهُمْ، أَيْ: مَا أَقْذَرَهُ، وَالقَشْبُ: خَلْطُ السُّمِّ بِالطَّعَامِ، وَاسْمُ السُّمِّ: القِشْبُ بِكَسْرِ القَافِ، وَقَالَ عُمَرُ ﵁ لِبَعْضَ بَنِيهِ: (قَشَّبَكَ الْمَالُ) (٢) أَيْ: ذَهَبَ بِعَقْلِكِ.

وَمِنْ بَابِ: يُبْدِي ضَبْعَيْهِ وَيُجَافِي فِي السُّجُودِ

* فيه حَدِيثُ ابن بُحَيْنَة (٣).

وَقَالَ أَحْمَرُ صَاحِبُ النَّبِيِّ ﷺ: (إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ) (٤).

---

= وأخرجه من طَرِيقٍ أُخْرَى البيهقي في الكُبرى (٥/ ٣٥) من طريق شُعَيْب بن أَبِي حَمْزَة عن الزُّهْرِي قالَ: وكانَ عبد الله بن عُمَرَ يُحَدِّثُ عن عُمَرَ بن الخَطَّابِ أَنَّهُ وَجَدَ مِن مُعَاوِيَة رِيحًا، فَذَكَره بِنَحْوِهِ.
وهو مُنْقَطِعٌ أَيْضًا بَيْنَ الزُّهْرِيِّ وعَبْدِ الله بن عُمَر.
ووصله عبد الرزاق كما في التمهيد لابن عبد البر (١٩/ ٣٠٦)، ومن طريقه ابن حَزْم في حجَّة الوداع (ص: ٢٤٥)، وفي المحلَّى (٧/ ٨٣) من طريق الزهري عن سالم عن أبيه عبد الله عمر، عن عمر به.
وتابعه مالكٌ كَمَا في الموطأ - رواية الليثي - (١/ ٣٢٩) فرواه عن نَافِعٍ عَن أَسْلَم مَوْلَى عُمَر بن الخَطَّابِ عن عمر به نحوه، وهذا إسنادٌ صَحِيحٌ.
(١) الغريبين لأبي عبيد الهروي (٥/ ١٥٤٥ - ١٥٤٦)، ويُقارن بتهذيب اللغة للأزهري (٨/ ٢٦٣).
(٢) الحديث لم أقف عليه مسندا، وقد ذكره أبو عبيد الهروي في الغريبين (٥/ ١٥٤٦)، وابن الجوزي في غريب الحديث (٢/ ٢٤٥).
(٣) حديث (رقم: ٨٠٧)، وفي المخطوط: (عيينة)، وهو خطأ، والمثبت من صحيح البخاري.
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٧/ ٤٧)، وأحمد في المسند (٤/ ٣٤٢) و (٥/ ٣٠ - ٣١)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٦٢)، وأبو داود (رقم: ٩٠٢) وابن ماجه (رقم: ٨٨٦)، وابن أبي خيثمة في التاريخ (رقم: ١٨٠)، وأبو يعلى الموصلي في المسند (٣/ ١٢٣ - ١٢٤)،=