للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ حَدِيثِ أَهْلِ فَدَكٍ (١)

قَالَ أَصْحَابُ الْمَغَازِي (٢): وَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ مِنْ خَيْبَرَ، قَذَفَ اللهُ ﷿ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَهْلِ فَدَكِ، حِينَ بَلَغَهُمْ مَا أَوْقَعَ اللَّهُ بِأَهْلِ خَيْبَرَ، فَبَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ يُصَالِحُونَهُ عَلَى النِّصْفِ مِنْ فَدَكِ، وَكَانَتْ فَدَكٌ لِرَسُولِ اللهِ خَالِصَةٌ، لأَنَّهُ لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ.

وَمِنْ ذِكْرِ عُمْرَةِ القَضَاءِ

قَالُوا (٣): فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ خَيْبَرَ، أَقَامَ بِهَا أَشْهُرًا،


= وأخرجه في كتاب المناقب (رقم: ٣٧٠١)، ومسلم (رقم: ٢٤٠٧) من حديثِ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ .
(١) فَدَك بالتَّحريك: قريَةٌ بالحِجَاز، بَيْنَها وبَيْنَ المدينة يوْمان، وقيلَ: ثلاثة. وينظر: معجم ما استعجم للبكري (٣/ ١٠١٥)، ومعجم البلدان لياقوت (٤/ ٢٣٨).
(٢) ينظر: المغازي للواقدي (٢/ ٧٢٣)، وسيرة ابن هشام (٤/ ٣٢٦)، والطبقات لابن سعد (٢/ ١١٨ - ١١٩)، المبعثُ والمُغَازِي لِقِوَامِ السُّنَّة التّيمي (٢/ ٥٨١).
(٣) ينظر: المغازي للواقدي (٢/ ٧٣٦)، وسيرة ابن هشام (٥/ ١٩)، والمبعث والمغازي للتّيمي (٢/ ٦٠١ - ٦٠٢).
وقال ابن هشام: "قوْلُهُ: نحن قتلناكُم على تأويله … إلى آخر الأبيات، لعَمَّار بن ياسر في غيرِ هذا اليوم، والدَّليل على ذلك أنَّ ابن رواحة إنّما أرادَ المُشْرِكين، وَالْمُشْرِكون لَمْ يُقِرُّوا بالتَّنْزيل، وإِنَّما يُقتل على التَّأْوِيل مَن أَقرَّ بالتَّنزيل".
والحديثُ فيها أخرجه الترمذي رقم: (٢٨٤٧) والنسائي (رقم: ٢٨٧٣)، (ورقم: ٢٨٩٣)، وابن أبي عاصم في كتاب الجهاد (رقم: (٢٥٩)، وأبو يعلى في المسند (٦/ ١٢١)، وابن خُزيمة في صحيحه (٤/ ١٩٩)، وابن حِبَّان في صحيحه (١٣/ ١٠٤)، وأبو نعيم في معرفة الصَّحابة (٣/ ١٦٣٩) من طُرقٍ عَنْ جَعْفَر بن سُليمان الضّبعي عن ثَابِتٍ عن أنَسٍ به.
قال التِّرمذي: "حسَنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَد رَوى عبد الرَّزاق هذا الحديث أيضًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>