للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنَهْيُهُ عَنِ الْمَشْيِ فِي النَّعْلِ الوَاحِدَةِ، قِيلَ: إِنَّ الْمَشْيَ يَشُقُّ عَلَى هَذِهِ الحَالِ، لأَنَّ وَقْعَ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ مِنَ المَاشِي عَلَى الحَفَاءِ إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ التَّوَقِّي لِأَذىً يُصِيبُهُ، وَحَجَرٍ يَنْكُبُهُ، وَيَكُونُ وَضْعُهُ الرّجُلَ الْأُخْرَى عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ مِنَ الاِعْتِمَادِ بِهَا وَالوَضْعِ لَهَا [مِنْ غَيْرِ مُحَاشَاةٍ وَتَقِيَّةٍ] (١)، فَيَخْتَلِفُ مِنْ أَجْلٍ ذَلِكَ مَشْيُهُ، وَيَحْتَاجُ لِذَلِكَ أَنْ يَنْتَقِلَ عَنْ سَجِيَّةِ الْمَشْيِ الْمُعْتَادِ، فَلَا يَأْمَنُ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ العَثَارِ، مَعَ سَمَاجَتِهِ فِي الشَّكْلِ، وَقُبْحِ مَنْظَرِهِ فِي العُيُونِ، إِذْ كَانَ يَتَصَوَّرُ فَاعِلُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ بِصُورَةِ مَنْ إِحْدَى رِجْلَيْهِ أَقْصَرُ مِنَ الأُخْرَى، قَالَ ذَلِكَ الخَطَّابِيُّ (٢).

وَمِنْ بَابِ القَلَائِدِ وَالسِّخَابِ لِلنِّسَاءِ

* حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ : (فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تَصَدَّقُ بِخُرْصِهَا) (٣).

(الخُرْصُ): الحَلَقَةُ الصَّغِيرَةُ مِنَ الحُلِيِّ.

وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: (أَنَّهُ بَرَأَ جُرْحُهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا كَالخُرْص) (٤)، أَيْ: فِي قِلَّةِ مَا بَقِيَ مِنْهَا.

وَ (السِّخَابُ): خَيْطٌ يُنْظَمُ فِيهِ خَرَزٌ، وَيَلْبَسُهُ الصِّبْيَانُ وَالجَوَارِي، وَجَمْعُهُ:


(١) ساقطة من المخطوط، والاستدراك من أعلام الحديث للإمام الخطابي (٣/ ٢١٤٩).
(٢) أعلام الحديث للخطابي (٣/ ٢١٤٩).
(٣) حديث (رقم: ٥٨٨١).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٤/ ٤١٠ - ٤١١)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٤٢١ - ٤٢٢) وأحمد في المسند (٦/ ١٤١)، وابن حبان في صحيحه (١٥/ ٤٩٨ - ٤٩٩ - ٥٠١ - ٥٠٢) من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن أُمِّ المؤمنين عائشة به، ولفظه: (قد بَرِئَ حتى ما يُرَى منهُ إِلَّا مثل الخُرْص).
ووقع عند ابن حبان: (إِلَّا مِثْلُ الحُمُّصِ).

<<  <  ج: ص:  >  >>