للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَهَذَا مِثْلُ الصَّلَاةِ: أَرْكَانُهَا شَرْطٌ، وَمَسْنُونَاتُهَا تُجْبَرُ بِالسُّجُودِ، وَالهَيْآتُ لا تُجْبَرُ.

وَقَوْلُنَا: (وَطَوَافٌ، وَسَعْيٌ) يَعْنِي طَوَافَ الفَرْضِ.

وَإِنَّمَا سُمِّيَ طَوَافَ الفَرْضِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الحَجِّ طَوَافٌ مَفْرُوضٌ غَيْرُهُ، وَيُسَمَّى هَذَا الطَّوَافُ طَوَافَ الزَّيَارَةِ [لأن الحاج يَزُ] (١) ورُ البَيْتَ عِنْدَ غَيْبَتِهِ عَنْهُ.

وَيُسَمَّى طَوَافَ الإِفَاضِةِ لِأَنَّهُ يُفيضُ مِنْ مِنىً إِلَى مَكَّةَ، وَلَا يَتِمُّ الحَجُّ إِلَّا بِهَذَا الطَّوَافِ.

وَفِيهِ قَالَ النَّبِيُّ لَمَّا قَالُوا إِنَّ صَفِيَّةَ حَاضَتْ: (أَحَابِسَتُنَا هِي) فَقَالُوا: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ قَالَ: (فَلَا إِذًا) (٢)، فَلَوْلَا أَنَّ هَذَا الطَّوَافَ شَرْطٌ فِي الحَجِّ لَمَا خَشِيَ أَنْ تَحْبِسَهُ.

فَصْلٌ

وَقَوْلُهُ: (فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ)، إِلَى أَنْ قَالَ: (فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ حَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى) (٣)، تَصِفُ حَالَ الْمُتَمَتِّعِينَ لأَنَّهَا قَالَتْ: (ثُمَّ رَحَلُّوا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ) بَعْدُ، وَهُوَ طَوافُ الزِّيَارَةِ.


(١) في هذا الموطن خرم في المخطوط، والمثبتُ يَقْتَضيه سِيَاق الكلام.
(٢) أخرجه البخاري (رقم:١٦٧٠) ومسلم (رقم: ١٢١١) من طرق عن عَائِشَة بهِ.
(٣) حديث (رقم: ١٦٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>