للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنْ بَابِ: التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ

* فِيهِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ (١).

التَّهَجُّدُ عِنْدَ العَرَبِ (٢): التَيَقُّظُ وَالسَّهَرُ بَعْدَ نَوْمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَالهُجُودُ: النَّوْمُ، يُقَالُ: هَجَدَ إِذَا نَامَ وَتَهَجَّدَ إِذَا سَهِرَ.

وَقَوْلُهُ ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ (٣) أَيْ: فَضْلًا لَكَ عَنْ فَرَائِضِكَ.

قِيلَ: إِنَّمَا خُصَّ النَّبِيُّ بِذَلِكَ لأَنَّهَا كَانَتْ عَلَيْهِ فَرِيضَةً، وَلِغَيْرِهِ تَطَوعًا.

قَالَ مُجَاهِدٌ (٤): إِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ ذَلِكَ يُكَفِّرُ عَنْهُ شِيئًا مِنَ الذُّنُوبِ، لأَنَّ الله تَعَالَى كَانَ قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَكَانَ لَهُ نَافِلَةَ فَضْلٍ وَزِيَادَةً، فَأَمَّا غَيْرُهُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَلَيْسَ لَهُ نَافِلَةٌ.


(١) حديث (رقم: ١١٢٠).
(٢) ينظر: العين للخليل (٣/ ٣٨٥)، وجمهرة اللغة لابن دريد (١/ ٤٥٣)، وتهذيب اللغة للأزهري (٦/ ٢٥).
(٣) سورة الإسراء، الآية: (٧٩).
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٧/ ٥٢٥) من طريق حجَّاج عن ابن جُريِجٍ عن عَبْدِ اللهِ بن كَثِيرٍ عن مُجَاهِدٍ بِهِ.
وفي إسنادِه حَجَّاجُ الأَعور، وهو ثِقَةٌ لكنَّه اخْتَلَط في آخر عُمُره كما في تقريب التهذيب لابن حجر.
وحَكَى سُنَيدٌ عنه أنَّه خَلَّط في أحادِيثِ ابْنِ جُريج كما في الملحق الأَوَّل الذي زَادَهُ مُحَقِّقُ كتاب: الكواكِب النَّيرات لابن الكيال (ص: ٤٥٧)، وفيه أيضا عنعَنَةُ ابن جريج.
وعزاه السُّيوطي في الدُّرِّ المنثور (٥/ ٣٢٣) إلى ابن المنذر، ومحمَّد بن نَصْرٍ، وهو في مُخْتَصَر قِيَام الليل لمحمَّد بن نصر (ص: ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>