للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعْفَرِ بن أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللهِ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَامَ، فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا، ثُمَّ انْصَرَفَ فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِي رَأَيْتُكُنَّ أَكثَرَ أَهْل النَّارِ، فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَقُلْنَ لَهُ: مَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَوَ لَيْسَ إِذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُهُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: فَذَاكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا) (١).

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: العَشِيرُ: الزَّوْجُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَاعَلٌ، كَالأَكِيلِ وَالشَّرِيبِ؛ لِأَنَّهُ يُعَاشِرُ الْمَرْأَةَ وَيُخَالِطُهَا.

وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ النَّقْصَ مِنَ الطَّاعَاتِ نَقْصٌ مِنَ الدِّينِ.

وَمِنْ بَابِ: تَقْضِي الحَائِضُ المَنَاسِكَ كُلَّهَا

* حَدِيثُ عَائِشَةَ (٢).


= قال فيه ابن حبان: "كَانَ الحَسَنُ ممَّن رَحَل، وصَنَّف، وحَدَّث، على تَيَقُّظٍ مَعَ صِحَّة الدِّيَانة، والصَّلابَة في السُّنَّة"، وتوفي سنة (٣٠٣ هـ).
ترجمته في: المنتظم لابن الجوزي (٦/ ١٣٦)، والسير للذهبي (١٤/ ١٥٧)، وطبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٢٦٥).
(١) أخرجه البخاري (رقم: ٣٠٤) من طريق سعيد بن أبي مريم - وهو ابن الحكم - به.
(٢) حديث (رقم: ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>