للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهِ (لَمْ يَرَ ابن عَبَاسٍ بِالقِرَاءَةِ لِلْجُنُبِ بَأْسًا) (١).

هَذَا البَابُ مَبْنِيٌّ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ أَجَازَ لِلْحَائِضِ وَالجُنُبِ تِلَاوَةَ القُرْآنِ، فَرَخَّصَ جَمَاعَةٌ فِي قِرَاءَةِ الآيَةِ وَالآيَتَيْنِ (٢)، وَمَنَعَ الشَّافِعِيُّ (٣)، وَأَبُو حَنِيفَةَ (٤)، وَأَحْمَدُ (٥) مِنْ قَلِيلِ ذَلِكَ وَكَثِيرِهِ.

وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ (٦): لَا يَقْرَأُ الجُنُبُ إِلَّا آيَةَ الرُّكُوبِ، وَآيَة النُّزُولِ ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا﴾ (٧) الآيَةَ، ﴿وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا﴾ (٨) الآيَةَ.


(١) عَلَّقَه البخاري هنا، وقَدْ وصَلَه ابن المُنْذِر في الأَوْسَط (٢/ ٩٨) من طُرُقٍ عن ابن عَبَّاس به نحوه.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٠٢) من طريق الثقفي عن خالدٍ عن عِكْرِمَة عن ابن عَبَّاسٍ: (أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَقْرَأُ الجُنُبُ الآيَةَ وَالآيَتَيْنِ)، وينظر: تغليق التعليق لابن حجر (٢/ ١٧١ - ١٧٢)
(٢) وهذا مذهب المالكية كما في: التفريع لابن الجلاب (١/ ٢١٢) والذخيرة للقرافي (١/ ٣١٥)، والتاج والإكليل (١/ ٣١٧).
(٣) ينظر: مختصر المزني (ص: ٠٣)، والحاوي الكبير للماوردي (١/ ١٤٧)، والمهذب للشيرازي (١/ ٣٠).
(٤) ينظر: مختصر الطحاوي (ص: ١٨)، حاشية ابن عابدين (١/ ١٧٢)، بدائع الصنائع للكاساني (١/ ٣٨).
(٥) ينظر المغني لابن قدامة (١/ ١٣٤)، والإنصاف للمرداوي (١/ ٢٤٣)، وفي المذهبِ عندَهُم اختلافٌ: ففي روايَةٍ: يحرم قراءة آية، وفي رواية: يجُوزُ قْراءة الآيَة، أمَّا قراءةُ بَعْضِ الْآيَة فَفِيهَا رِوَايَتَان أيضًا، وينظر: مسائل أحمد وإسحاق (٢/ ٣٤٨ - ٣٤٩)، ومسائل أحمد لأبي داود (ص: ٢٦)، ومسائل أحمد لعبد الله (ص: ٣٣).
(٦) ينظر: المغني لابن قدامة المقدسي (١/ ١٣٤)، والأوسط لابن المنذر (٢/ ٩٩).
(٧) سورة الزخرف، الآية: (١٣).
(٨) سورة المؤمنون، الآية: (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>