للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَّا سُنَّةَ النَّبِيِّ إِمَّا بِقَوْلٍ، أَوْ بِفِعْلٍ شَاهَدَهُ.

وَقَالَ الآخَرُونُ: لَمْ يُنْكِرِ الصَّحَابَةُ عَلَى أَبِي حُمَيْدٍ فِعْلَهُ ذَلِكَ، فَدَلَّ أَنَّ فِعْلَهُ سُنَّةٌ.

وَاحْتَجَّ الكُوفِيُّونَ بِحَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ : (كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ فَرَش رِجْلَهُ اليُسْرَى، ثُمَّ قَعَدَ عَلَيْهَا) (١).

وَأَمَّا مَا رُوِيَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ (كَانَ يَقْعُدُ مُتَرَبِّعًا) (٢)؛ فَقَدْ كَرِهَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: (لأَنْ أُصَلِّيَ عَلَى رَضْفَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَرَبَّعَ فِي الصَّلَاةِ) (٣).

وَأَجَازَهُ الحَسَنُ (٤) فِي النَّافِلَةِ.


(١) أخرجه بهذا اللفظ الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٢٥٩) من حديث وائل بن حجر ، وللدكتور محمد بن عمر بازمول جزءٌ لطِيفٌ مُفِيدٌ في حَدِيث أبي حُمَيْدٍ السَّاعدي في صِفَة الصَّلاة مطبوعٌ، جَمَعَ فِيه رِوَايَاتِه، وخَرَّجَها.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢١٩) من طريق سماك بن سَلَمَة الضَّبِّي قَالَ: (رَأَيْتُ ابنَ عُمَرَ وابنِ عَبَّاسٍ وهُمَا مُتَرَبِّعَانِ في الصَّلاةِ).
لكن وردَ مِنْ رِوَايَة نَافِعٍ عنه - وهو أَعْرَفُ به، وأَطْوَلُ مُلَازَمَةً - أنه إنما فَعَلَ ذلِك من وَجَعٍ: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٢/ ٢٢٠)، وقد صَرَّح به عند ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٢١) من طريق ابن سيرين قال: (نُبِّئت أنَّ ابنَ عُمَر صلَّى مُتربعا، وقَالَ: إِنَّه ليس بِسُنَّة، وإِنَّما فَعَلَه من وَجَع)، وفيه انقطاعٌ.
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٦/ ١٩٨)، وعبد الرزاق في المصنف (٢/ ١٩٦) ٤٦٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٢٠) من طريق حصين بن عبد الرحمن عن الهَيْثَم بن شِهَابٍ عن ابن مَسْعُودٍ به.
والهيثم بن شهاب ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٢١٢)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٧٩) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٠٧) على قاعدته في التعديل!.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٢٠) ثنا وكيعٌ عَنِ الفَضْل بن دَلْهَم عن الحَسَن به نحوه.=

<<  <  ج: ص:  >  >>