للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فِي وُجُوبِ التَّسْلِيمِ، فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ العُلَمَاءِ أَنَّ التَّسْلِيمَ فَرْضٌ لَا يَصِحُّ الخُرُوجُ مِنَ الصَّلَاةِ إِلَّا بِهِ، وَمِمَّنْ أَوْجَبَ ذَلِكَ: ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: (مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرُ وَانْقِضَاؤُهَا التَّسْلِيمُ) (١)، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ (٢)، وَالشَّافِعِيُّ (٣).

وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ (٤) وَالثَّوْرِيُّ إِلَى أَنَّ السَّلَامَ سُنَّةٌ، وَأَنَّ الصَّلَاةَ يَصِحُّ الخُرُوجُ مِنْهَا بِغَيرِ سَلَامٍ.

وَاحْتَجُّوا بِمَا قَالَ النَّبِيُّ لابْنِ مَسْعُودٍ حِينَ عَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ: (فَإِذَا فَعَلْتَ ذلكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ) (٥).


(١) أخرجه البيهقي في الكبرى (٢/ ١٦ - ١٧٣)، وأبو نعيم في كتاب الصلاة - كما قال الحافظ في التلخيص الحبير (١/ ٢١٦) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به مثله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٢٠٨)، والدارقطني في المعجم الكبير (٩/ ٢٥٧) من طريق أبي الأحوص به بلفظ: (وتحليلها التسليم)، وصححه البيهقي في الكبرى (٢/ ١٧٣ - ١٧٤)، والحافظ ابن حَجَرٍ في التلخيص الحبير (١/ ٢١٦).
(٢) المدونة (١/ ١٣٤)، التفريع لابن الجلاب (١/ ٣٤٣)، الكافي لابن عبد البر (ص: ٤٢).
(٣) الأم للشافعي (١/ ١٢٢).
(٤) الهداية للمرغيناني (١/ ٥٧) شرح فتح القدير (١/ ٢٨٠ - ٢٨١)، حاشية ابن عابدين (١/ ٤٤٨).
(٥) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٤٢٢)، وأبو داود (رقم:٩٧٢)، والدارمي في سننه (١/ ٣٥٥)، والدارقطني في سننه (١/ ٣٥٢ - ٣٥٣)، والبيهقي في الكبرى (٢/ ١٧٤) من طرق عن الحَسَنِ بن حُرٍّ عن القَاسِم بن مُخَيْمِرَة، عن عَلْقَمَة، عن ابن مسعود به مرفوعا.
وصحح روايةَ الرَّفْعِ إِسْحَاقُ بن راهويه كما في فتح الباري لابن رجب (٧/ ٣٤٣).
وقد أعلَّه بعض الحفاظ بالوقف، وصحَّحوا روايَةَ الوَقْفِ، منهم: أبو عليٍّ النيسابوري كما في الكبرى للبيهقي (٢/ ١٧٥)، والدارقطني في سننه (١/ ٣٥٢ - ٣٥٣)، وفي العلل له (٥/ ١٢٨) وينظر: معرفة علوم الحديث للحاكم (ص:٣٩ - ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>