للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهِمَ، لِأَنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ، مَازِنُ الْأَنْصَارِ.

قَالَ الشَّافِعِيُّ (١)، وَأَحْمَدُ (٢): يُحَوِّلُ الإِمَامُ رِدَاءَهُ، وَيُحَوِّلُ النَّاسُ أَرْدِيَتَهُمْ بِتَحْويلِهِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ (٣)، وَأَبُو يُوسُفَ (٤): يُقَلِّبُ الإِمَامُ رِدَاءَهُ وَحْدَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مَنْ خَلْفَهُ.

قيل: لَيْسَ فِي الحَدِيثِ أَنَّ النَّاسَ حَوَّلُوا أَرْدِيَتَهُمْ، وَقِيلَ: مَا فَعَلَهُ الإِمَامُ وَاجِبٌ عَلَى المَأْمُومِ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ : (إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ) (٥).

قَالَ مَالِكٌ (٦): يَجْعَلُ مَا عَلَى اليَمِينِ عَلَى اليَسَارِ، وَمَا عَلَى اليَسَارِ عَلَى اليَمِينِ، وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ (٧). وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (٨): يُنَكِّسُ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ، وَأَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ.

وَتَحْوِيلُ الرِّدَاءِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى وَجْهِ التَّفَاؤُلِ بِتَحْوِيلِ الحَالِ عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ (وَكَانَ النَّبِيُّ يُعْجِبُهُ الفَأْلُ الحَسَنُ) (٩) إِذَا سُمِعَ، فَكَذَلِكَ الفِعْلُ الحَسَنُ.


(١) ينظر: الأم للشافعي (١/ ٢٥١)، المهذب للشيرازي (١/ ٢٣٠).
(٢) ينظر: مسائل أحمد لأبي داود (ص: ٧٤).
(٣) ينظر: التمهيد لابن عبد البر (١٧/ ١٧٤).
(٤) ينظر: المصدر السَّابق.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) ينظر: الموطأ لمالك - رواية الليثي - (١/ ١٩٠) المدونة (١/ ١٥٣)، التفريع لابن الجلاب (١/ ٢٣٩).
(٧) ينظر: مسائل أحمد لأبي داود (ص: ٧٤).
(٨) الأم للشافعي (١/ ٢٥١)، والحاوي الكبير للماوردي (٢/ ٥١٩).
(٩) أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (٩/ ٤٠)، وأحمد في المسند (٢/ ٣٢٢)، وابن ماجه (رقم: ٣٥٣٦) من طريقِ محمَّدِ بن عَمْرِو عن أَبي سَلَمَة عن أبي هُرَيرَة قالَ: (كَانَ النَّبِيُّ يُعجِبُهُ =

<<  <  ج: ص:  >  >>