للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَصَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الزَّلْزَلَةِ بِالبَصْرَةِ (١)، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ (٢)، وَإِسْحَاقَ (٣).

وَكَانَ الشَّافِعِيُّ لَا يَرَى الصَّلَاةَ عِنْدَ الزَّلْزَلَةِ (٤)، وَقَالَ الكُوفِيُّونَ (٥): الصَّلَاةُ فِي الظُّلْمَةِ وَالرِّيحِ الشَّدِيدَةِ حَسَنَةٌ.

وَقَوْلُهُ: (إِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ) فِيهِ حُجَّةٌ لِمَنْ رَأَى الصَّلَاةَ عِنْدَ الآيَاتِ، وَحُجَّةُ الشَّافِعِيِّ: (فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا) يَعْنِي الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ المَذْكُورَيْنِ فِي أَوَّلِ الكَلَامِ.

وَأَمَّا مَا فِي الحَدِيثِ مِنَ الزَّلَازِلِ وَالفِتَنِ فَمِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَعَلَامَاتِهَا، وَقَدْ ظَهَرَتْ.

قَالَ ابْنُ القَابِسِيِّ (٦): قَوْلُهُ: عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَيْ: قَالَ النَّبِيُّ ، وَقَدْ سَقَطَ مِنَ الكِتَابِ، لِأَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ بِالرَّأْيِ.

وَقَرْنُ الشَّيْطَانِ: قِيلَ: حِزْبُهُ، قَالَ كَعْبٌ: (يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنَ العِرَاقِ) (٧).


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ١٠١ - ١٠٢) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣١٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٤٧٢)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٣٤٣) من طريق عبد الله بن الحارِثِ عن ابن عبَّاسٍ به، ورجاله ثقات.
(٢) مسائل أحمد لابنه عبد الله: (ص: ١٣٣).
(٣) ينظر: الأوسط لابن المنذر (٥/ ٣١٥).
(٤) ينظر: الأم للشافعي (١/ ٢٤٦)، لكنه عَلَّق القَوْلَ به على صِحَّة الخَبَر به عن عليٍّ ، ولذلِكَ قالَ البَيْهَقِيُّ في الكبرى (٣/ ٣٤٣): "هُو عن ابن عَبَّاسٍ ثَابِتٌ" اهـ.
(٥) كتاب الأصل لمحمد بن الحسن (١/ ٤٤٤).
(٦) ينظر: شرح ابن بطال (٣/ ٢٧).
(٧) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٣٩٦)، ونُعَيْم بن حمَّاد في الفتن (٢/ ٥٣٢ - ٥٣٣). =

<<  <  ج: ص:  >  >>