للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَتَطَوُّعُهُ بِهَذِهِ النَّوَافِلِ قَبْلَ الفَرَائِضِ وَبَعْدَهَا، لِأَنَّ أَفْضَلَ الْأَوْقَاتِ أَوْقَاتُ صَلَوَاتِ الفَرِيضَةِ، وَفِيهَا تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيُقْبَلُ العَمَلُ الصَّالِحُ.

وَأَمَّا التَّنَفُّلُ قَبْلَ العَصْرِ، فَاخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي ذَلِكَ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُصَلِّي أَرْبَعًا، ذُكِرَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ (١).

وَبَعْضُهُمْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ (٢): كَانُوا يَرْكَعُونَ الرَّكْعَتَينِ قَبْلَ العَصْرِ، وَلَا يَرَوْنَهَا مِنَ السُّنَّةِ.

وَمِمَّنْ كَانَ لَا يُصَلِّي قَبْلَهَا شَيْئًا سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ وَقَتَادَةُ (٣).

وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ (٤): الفَضْلُ فِي التَّنْفُّلِ قَبْلَ العَصْرِ بِأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، لِحَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ (٥).


(١) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٨٥)، والترمذي (رقم: ٤٢٩)، والبزار في مُسنده (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢)، والطبرانيُّ في الصغير (٢/ ٢٥٧)، والبيهقيُّ في الكبرى (٢/ ٤٧٣) من طُرُقٍ عن أبي إِسْحَاق السَّبِيعي عن عَاصِمِ بن ضَمَرَة عن عليِّ بن أبي طالبٍ به مرفوعا.
قال الترمذي: حديثٌ حَسَنٌ، وقال إسحاقُ بنُ إبراهيم - وهُوَ ابْنُ رَاهُويه -: "أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ في تَطَوُّعِ النَّبِيِّ بِالنَّهَارِ هَذَا".
وينظر: البدر المنير لابن الملقن (٤/ ٧٥ - ٧٦).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٦٩) بإسنادٍ صَحِيحٍ عنه.
(٣) لم أقف عليه، والذي في شرح ابن بطال (٣/ ١٦٢)، والتَّوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (٩/ ١٧٦): "رَوَى قَتَادَة عن سَعِيد بن المَسَيِّب أنَّه كَانَ لَا يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ شَيْئًا".
(٤) هو الإمام الطبري كما في شرح ابن بطال (٣/ ١٦٢).
(٥) سبق تخريجه قريبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>