للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ (١): [مِنَ الطَّوِيلِ]

أَطَعْنَا رَسُولَ اللهِ مَا دَامَ بَيْنَا … فَيَا عَجَبًا مَا بَالُ مُلْكِ أَبِي بَكْرِ

وَإِنَّ الَّذِي سَأَلُوكُمُ فَمَنَعْتُمُ … لَكَالتَّمْرِ أَوْ أَحْلَى لَدَيْهِمْ مِنَ التَّمْرِ

سَنَمْنَعُهُمْ (٢) مَا دَامَ فِينَا بَقِيَّةٌ … كِرَامٌ عَلَى العَزَاءِ فِي سَاعِةِ (٣) العُسْرِ

فَنَاظَرَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ فِي هَؤُلَاءِ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِ بِقَوْلِ النَّبِيِّ : (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ … ) (٤).

قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: كَانَ هَذَا مِنْ عُمَرَ مُعَلَّقًا بِظَاهِرِ الكَلَامِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : (لأَقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ) (٥).

وَكَانَ قِتَالُ الْمُمْتَنِعِ مِنَ الصَّلَاةِ إِجْمَاعًا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَرُدَّ الْمُخْتَلَفَ فِيهِ إِلَى الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، فَاحْتَجَّ عُمَرُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ وَأَبُو بَكْرٍ بِالقِيَاسِ، وَالعُمُومُ يُخَصُّ بِالقِيَاسِ (٦).


(١) هذه الأبياتُ بِتَمَامِها في الأُمِّ للشَّافعي (٤/ ٢٢٨)، والحاوي للماوردي (١٣/ ١٠٨)، والسنن الكبرى للبيهقي (٨/ ١٧٨)، وغيرها.
وتنسب هذه الأبيات إلى الحُطَيئَة بألفاظ مختلفة كما في ديوانه (ص: ١٠٨ - ١٠٩).، وقيل: للحَارثِ بن سُراقة بن مَعْد يكَرِب، ونَسَبها الطبريُّ في تاريخه (٢/ ٢٥٥) إلى الخُطيل بن أوس أَخِي الحُطَيْئَة.
(٢) تصحَّفَ في المخطوط إلى: (سمعتم)، وَهُو خَطَأ، والمُثْبَتُ مِنْ مَصَادر التَّوثيق.
(٣) تَصَحَّفَ في المخطوط إلى: (سالة)، وَهُو خَطَأ، والمُثْبَتُ مِنْ مَصَادر التَّوثيق.
(٤) حديث (رقم: ١٣٩٩) و (رقم: ١٤٠٠).
(٥) حديث (رقم: ١٣٩٩) (رقم: ١٤٠٠).
(٦) ينظر في تحقيق القول في هذه المسألة شرح الكوكب المنير لابن النجار (٣/ ٤٠٣)، والإحكام =

<<  <  ج: ص:  >  >>