للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (١): الارْتِجَاعُ أَنْ يَقْدُمَ الرَّجُلُ الْمِصْرَ بِإِبِلِهِ، فَيَبِيعَهَا، ثُمَّ يَشْتَرِيَ بِثَمَنِهَا غَيْرَهَا، فَتِلْكَ هِيَ الرَّجْعَةُ التِي ذَكَرَهَا الْكُمَيْتُ وَهُوَ يَصِفُ الْأَثَافِيَ (٢):

[من الْمُنسَرِحُ]

جُرْدٌ جِلَادٌ مُعَطَّفَاتٌ عَلَى ال … أَوْرَقِ لَا رَجْعَة وَلَا جَلَبُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (٣): وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الصَّدَقَةِ إِذَا وَجَبَتْ عَلَى رَبِّ الْمَالِ أَسْنَانٌ مِنَ الْإِبِلِ، فَأَخَذَ الْمُصَدِّقُ مَكَانَهَا أَسْنَانًا فَوْقَهَا أَوْ دُونَهَا: فَتِلْكَ رِجْعَةٌ.

وَقَوْلُهُ: (وَأَمَّا خَالِدٌ، فَقَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ) (٤): الاحْتِبَاسُ هَا هُنَا: الوَقْفُ، وَهُوَ مُتَعَدٍّ، وَاللُّغَةُ الْمَشْهُورَةُ: أَحْبَسَ.

قَالَ صَاحِبُ الفَصِيح: أَحْبَسْتُ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ مُحْبَسٌ وَحَبِيسٌ (٥).

وَ (الْأَدْرَاعُ): جَمْعُ الدِّرْعِ.

وَ (أَعْبُدَهُ) جَمْعُ عَبْدٍ، وَرُوِيَ: (أَعْتُدَهُ) جَمْعُ عَتَادٍ، وَالْعَتَادُ: الْمُعَدُّ الثَّابِتُ اللَّازِمُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا﴾ (٦) أَيْ: جَعَلْنَاهَا عَتَادًا لَهُمْ،


= ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا خالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم به مثله، وخالد بن سعيد قال الحافظ في التقريب صدوق.
والاخْتِلافُ في هذا الحديث على قيس بن أبي حَازِمٍ ضَعَّفه البخَارِيُّ كما في التاريخ الأوسط (١/ ١٩٧) وقال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٤٧٩): "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ".
(١) ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، وقد نقله عن أبي عُبَيْدَة معمر بن المثنى.
(٢) البيت من "الهَاشِميَات" (ص: ٥٦).
(٣) غريب الحديث لأبي عبيد (١/ ٢٧٩).
(٤) تقدم قريبًا.
(٥) ينظر: تحْفَة المجد الصَّريح في شرح كتابِ الفَصِيح لشهَاب الدين المقري (ص: ٤٢٥).
(٦) سورة الكهف، الآية (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>