للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَذَلِكَ الْمَعْدِنُ.

وَقَوْلُهُ: (وَفِي الرِّكَازِ الخُمُسُ) هُوَ الْمَالُ العَادِي، وَهُوَ مَا دُفِنَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، يُؤخَذُ مِنْهُ الخُمُسُ فِي الحَالِ، وَلَا يُنْتَظَرُ بِهِ مُرُورُ الحَوْلِ.

وَأَمَّا الْمَعْدِنُ فَفِيهِ رُبُعُ العُشْرِ، وَذَلِكَ لِثِقَلِ الْمُؤْنَةِ فِيهِ، وَحَقُّهُ [ … ] (١) فِي الرِّكَازِ، وَيُعْتَبَرُ فِيهِ النِّصَابُ وَلَا يُعْتَبَرُ فِيهِ الحَوْلُ تَشْبِيهًا بِمَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ مِنَ الزَّرْعِ إِذَا بَلَغَ النِّصَابَ.

قَالَ أَصْحَابُ الشَّافِعِيِّ (٢): الأَصْلُ فِي وُجُوبِ الزَّكَاةِ فِي الْمَعْدِنِ: الكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِجْمَاعُ.

أَمَّا الكِتَابُ: فَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ﴾ (٣)، وَالْمَعْدِنُ مِمَّا أُخْرِجَ مِنَ الْأَرْضِ، وَمَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ : أَقْطَعَ بِلَالَ بْنَ الحَارِثِ الْمَعَادِنَ القَبْلِيَّة (٤)، وَلَمْ يَقْطَعْ حَقَّ الْمُسْلِمِ، وَأَخَذَ مِنْهُ الزَّكَاةَ، وَذَلِكَ إِجْمَاعٌ فِي وُجُوبِ


(١) في المخطوط كلمة هكذا رسمها:
|
(٢) ينظر المهذب للشيرازي (١/ ١٦٢)، الحاوي الكبير للماوردي (٣/ ٣٣٥ - ٣٣٦)، الشرح الكبير للرافعي (٦/ ٨٨).
(٣) سورة البقرة، الآية (٢٦٧).
(٤) أخرجه مالكٌ في الموطأ - رواية الليثي - (١/ ٢٤٨)، ومن طريقه أبو داود (رقم: ٣٠٦١)، وأبو عبيدٍ في كتاب الأموال (١/ ٤٦٣)، والبيهقي في الكبرى (٤/ ١٥٢) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحدٍ أَنَّ رَسُولَ الله قطَعَ لبلَالِ بن الحارِثِ مَعَادِنَ القبلية.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٢٣٦ - ٢٣٧): "وهو عند سائرِ الرُّوَاة مُرسَل، وقد أسنده البزَّار - مسنده (٨/ ٣٢٢) - من حديث الحارث بن بلال بن الحارِثِ عن أبيه".
وللحديث طريق أخرى عند أبي عَبِيد في الأموال (١/ ٨٥٣) من رواية حماد بن سلمة عن أبي مكين=

<<  <  ج: ص:  >  >>