للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ مَالِكٌ (١)، وَأَبُو حَنِيفَةَ (٢)، وَالثَّوْرِيُّ (٣) قَبْلُ، وَأَحْمَدُ (٤): يُكْرَهُ أَنْ يُحْرِمَ قَبْلَ أَشْهُرِ الحَجِّ، فَإِنْ أَحْرَمَ انْعَقَدَ حَجُّهُ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ (٥).

وَدَلِيلُ الشَّافِعِيِّ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ (٦)، وَتَقْدِيرُهُ: وَقْتُ الحَجِّ، أَوْ أَشْهُرُ الحَجِّ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ، وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إِلَيهِ مُقَامَهُ، فَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ هَذَا وَقتُهُ لَمْ يَجُزِ التَّقَدُّمُ عَلَيْهِ كَأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ (٧).

وَقَوْلُهُ: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ (٨) يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ بَعْضُهُ لِلنَّاسِ وَبَعْضُهُ


= (٤/ ٣٤٣)، وابن حزم في المحلى (٧/ ٦٥)، وابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٧٧٨) من طرق عن ابن جريج عن أبي الزبير عنه به.
قلت: صَرَّح ابن الزُّبير بالسَّماع من جابِرٍ كما في رواية الشافعي، فَأُمِن تدلِيسُه، لكِنْ يُخْشَى من تَدْليس عبدِ الملك بن جُريج، فإنَّه عنْعَنعه، وكان يُدَلِّس ويُرْسِل كما قال الحافظُ ابن حجَرٍ في تقريب التهذيب.
(١) ينظر: المدونة (١/ ٣٦٣)، التفريع لابن الجلاب (١/ ٣٥٤)، الكافي لابن عبد البر: (ص:١٣٤).
(٢) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (٢/ ١٦٩)، المبسوط للسرخسي (٤/ ١٠٧)، شرح فتح القدير (٢/ ٤٢٨).
(٣) ينظر: عيون المجالس للقاضي عبد الوهاب (٢/ ٧٧٤)، والمجموع للنووي (٧/ ١٤٤).
(٤) ينظر: مسائل أحمد وإسحاق (٦/ ٢٠٩٤ - ٢٠٩٥)، والإنصاف للمرداوي (٣/ ٤٣٠)، وفي مسائل أحمد لابنه عبد الله (ص: ٢٣٣) أنه ينعقد عمرة.
(٥) سورة البقرة الآية (١٨٩).
(٦) سورة البقرة، الآية: (١٩٧).
(٧) ينظر الحاوي الكبير للماوردي (٤/ ٢٩).
(٨) سورة البقرة، الآية: (١٩٧)، لكن ليست هذه الآية هي المرادة هنا، وإنما قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ وهي الآية (١٨٩) من سورة البقرة، انظر لزاما: بحر المذهب للروياني (٣/ ٣٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>