للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علَى وَجْهَين:

أَحَدُهُما: أَنْ يَقُولَ البَائِعُ للمُشْتَرِي بِعْتُكَ كَذَا بِمَائَةِ دِرْهَمٍ، عَلَى أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي هَذَا الثَّوْبَ بِكَذَا وَكَذَا.

والوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَقُولَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْبَ بِعِشْرِينَ دِرْهِمًا، عَلَى أَنْ تَبِيعَنِي مَتَاعَكَ بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ.

وَقِيلَ لِلْبَيْعَةِ صَفقَةٌ لِضَرْبِ الْيَدِ عِنْدَ عَقْدِ الْبَيعِ.

وفي الحدِيثِ: (إِنَّ أكبرَ الكَبَائِرِ أَنْ تُقاتِلَ أهْلَ صَفْقَتِكَ) (١)، هُو أَنْ يُعْطِيَ


= مسْعُودٍ قال: (نَهَى رَسُولُ الله عَنْ صَفْقَتَينِ فِي صَفْقَة … ).
وهذا سندٌ ضعيفٌ: شريكٌ القَاضِي سَيِّءُ الحِفْظ بَعْدما وُلِّي القضاء، وقَدْ خَالَفَه اثْنَانِ مِن الحُفَّاظ فَجَعَلُوهُ مِنْ قَولِ ابن مَسْعُود:
أولهما: سفيان الثوري: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨/ ١٣٨)، والبزار في مسنده (٥/ ٣٨٣)، وابن خزيمة في صحيحه (٥/ ٣٨٣ - ٣٨٤)، وابن حبان كما في الإحسان (٣/ ٣٣١)، عن سفيان عن سماك عنه به موقوفا علي ابن مسعود.
وثانيهما: شعبة بن الحجاج أخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٩٣)، وابن حبان في صحيحه (١١/ ٣٩٩)، والشاشي في المسند (١/ ٣٢٥) عنه عن سماك به موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ١١٩) عن أبي الأحوص عن سماك عن أبي عبيدة أو عبد الرحمن ابن عبد الله - هكذا على الشك - عن أبيه به موقوفا.
قلتُ: وهذَا ضَعيف، آفَتُه سِماكٌ هذا، لأنَّ رِوَايَتَه فيها اضْطِرابٌ، وكانَ تَغَيَّر بِأَخَرة، وسَماعُ شُعبة وسفيان عنه كان قديما قبل تغيره، فحديثُهما عنه مستقيم كما قال الفسوي، ذكره المزي في تهذيب الكمال (١٢/ ١٢٠)، وابن الكيال في الكواكب النيرات (ص: (٢٤٠)، وينظر: نصب الراية للزيلعي (٤/ ٢٧)، إرواء الغليل للألباني (٥/ ١٤٨ - ١٤٩).
(١) لم أقف عليه مسندا بهذا اللفظ.
والحديث ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (٣/ ١٧٤)، وأبو عبيد الهروي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>