للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبَّاسٍ، وابنِ الزُّبَيْرِ، وزَيْدِ بن أَرْقَمَ، وأُسَامَةَ بن زَيْدٍ .

دَلِيلُنَا: مَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (الدِّرْهَمُ بالدِّرْهَمِ، وَالدِّينَارُ بالدِّينَارِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا) (١).

وَرَوَى عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ أنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهبِ، ولَا الوَرِقَ بالوَرِقِ، ولا البُرَّ بالبُرِّ، ولا الشَّعِيرَ بالشَّعِيرِ، وَلَا التَّمْرَ بالتَّمْرِ، وَلَا الْمِلْحَ بِالْمِلْحِ إِلَّا سَواءً بسَواءٍ، عَيْنًا بِعَيْنٍ، يَدًا بِيَدٍ، وَلَكِنْ بِيعُوا الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ، والْوَرِقَ بالذَّهَبِ، والبُرَّ بالشَّعِيرِ، والشَّعير بالبُرِّ، والتَّمْرَ بِالْمِلْحِ، والْمِلْحَ بِالتَّمْرِ يَدًا بَيدٍ كَيْفَ شِئْتِمْ) (٢).

وأمَّا ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ رَجَعَ عَن ذَلكَ.

قَالَ أَبُو الْجَوْزَاءِ: قَدِمتُ مَكَّة فَوَجَدتُ بها عَبْدَ اللهِ بن عَبَّاسٍ ، يعنِي: يَبيعُ الدِّرْهَمَ بِالدَّرْهَمَينِ، فَرَجَعَتُ إِلَى العِراقِ، فَكُنْتُ أُفْتِي بِهِ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلكَ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَسَأَلْتُهُ عَن ذَلِكَ فَقالَ: نَعَمْ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ


(١) أخرجه مسلم (رقم: ١٥٨٨).
(٢) أخرجه بهذا اللفظ الشافعي في الأم (٣/ ١٥)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٤)، ومن طريق الشافعيِّ البَيْهَقيُّ في الكبرى (٥/ ٢٧٦) وفي المعرفة (٤/ ٢٨٨) من طرق عن مُسلِم بن يَسَارٍ ورَجُلٍ آخَر - وهُو أبو الأشعث - كمَا صرَّح به الطَّحَاوي في الموطن المذكور، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٢٧٧) - عن أبي قلابة عن عُبادة به.
قلتُ: وهو في صَحيحِ مُسلمٍ (رقم: ١٥٨٧) من طريق أبي قِلابة عن أبي الأَشْعث عن عُبَادَة بن الصَّامت بلَفْظ: (الذَّهَبُ بالذَّهَب … )، وفي آخره: (فَإِذا اخْتَلَفَت هذِهِ الأَجْنَاسِ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُم إذَا كانَ يَدًا بِيَدٍ).

<<  <  ج: ص:  >  >>