للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعِيدُ بنُ الْمُسَيِّب (١).

وذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبُو يُوسُفَ إِلَى أَنَّ مَا يُنْقَلُ وَيُحَوَّلُ لَا يَجُوزُ التَّصَرُّفُ فِيهِ قَبْلَ الْقَبْضِ، وَمَا لَا يُنْقَلُ وَلَا يُحَوَّلُ كالعَقَارِ يَجُوزُ التَّصَرُّفُ فِيهِ قَبْلَ الْقَبْضِ (٢).

دليلُ الشَّافِعِي: مَا رَوَى حَكِيمُ بنُ حِزامٍ قال: (قلتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أبتَاعُ بُيوعًا فمَا الَّذِي يحلُّ لي مِنهَا ومَا الَّذِي يَحْرُمُ؟ قَالَ: إِذَا ابْتَعْتَ بَيْعًا فَلَا تَبِعْهُ حتَّى تَقبضَهُ) (٣)، وهذَا عَامٌّ في جَميعِ البُيُوعِ.


= (٤/ ٤٦٠ - ٤٦١).
(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨/ ٤٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٣٦٧) من طريق يحيى بن سعيد عنه به، ولفظ عبد الرزاق: (إِذَا اشْتَرَيتَ شَيْئًا مِمَّا يُكَال أَوْ يُوزَنُ فَلَا تَبِعْهِ حَتَّى تَقْبِضَه).
(٢) ينظر: بدائع الصنائع للكاساني (٥/ ١٨٢).
(٣) أخرجه الشافعي في الأم (٢/ ١٤٣)، وأحمد في المسند (٣/ ٤٠٢ و ٤٣٤)، وأبو داود (رقم: ٣٥٠٥)، والترمذي رقم: ١٢٣٢)، والنسائي (رقم: ٤٦١٣)، وابن ماجه، والطبراني في الكبير (٣/ ١٩٦) من طرق عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام به نحوه.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨/ ٣٩)، وأبو داود الطيالسي (رقم: ١٣١٨)، وأحمد في المسند (٢/ ٤٠٢)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٤١)، والدارقطني في السنن (٢/ ٨ - ٩)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (١١/ ٣٥٨ - ٣٦٠)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٣١٣) من طُرق عن يحيى بن أبي كثير أن يعلى بن حكيم حدثه أن يُوسف بن ماهك حَدَّثَه أنَّ عبدَ الله بنَ عِصْمَة حَدَّثَهُ أَنَّ حكِيمَ بنَ حِزَام، فَذَكَره بنَحْوِه، بزيادَةِ عَبْدِ الله بن عِصْمَة فِي السَّنَد.
قال ابن حبان: "وهذا الخبرُ مَشْهُورٌ عن يُوسف بن مَاهك عن حَكِيم بن حِزامٍ، لَيْس بَيْنهُما ابن عِصْمة، وهُو خَبَرٌ غَرِيبٍ".
قلت: وضَعَّف هذهِ الطَّريق: عبدُ الحقِّ الإشبيلي في أحكامه الوسطى (٣/ ٢٣٧)، وتابَعَه ابن القَطَّان في بيَانِ الوَهمِ والإيهَام (٢/ ٣١٧ - ٣٢١).
وقد صَحَّحَ الحديثُ بطرقه ابن الملقن في البدر المنير (٦/ ٤٤٨ فما بعدها)، وابنُ دقيق العيد =

<<  <  ج: ص:  >  >>