للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَرَأْيُّ الصَّحَابَةِ عَلَى إِجْلَائِهِمْ مِنْهَا، وَكَانَ فِيهِمْ تُجَارٌ وَصُنَّاعٌ يَحْتَاجُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِمْ، فَضَرَبَ عُمَرُ لِمَنْ قَدِمَ مِنْهُمْ تَاجِرًا أَجَلًا مُقَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ.

وَلِأَنَّ رَسُولَ اللهِ أَنَّهُ (١) قَالَ: (لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلِ، لأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ) (٢)، وَلَئِنْ كَانَ قَوْلُ النَّبِيِّ مُتَوَجِّهًا إِلَى جَزِيرَةِ العَرَبِ، فَالْمُرَادُ بِهِ حِجَاؤُهَا.

وَلِأَنَّ عُمَرَ أَقَرَّهُمْ فِيمَا عَدَاهُ مِنَ اليَمَنِ وَنَجْرَانَ.

و [حَدُّ] (٣) جَزِيرَةِ العَرَبِ يُخْتَلَفُ فِيهِ، فَهُوَ فِي قَوْلِ الأَصْمَعِي (٤): مِنْ أَقْصَى


= (٢/ ٢٥٤)، وعبد الرزاق في المصنف (٦/ ٥٤)، والبيهقي في الكبرى (٦/ ١٣٥) و (٩/ ٢٠٨) من طريق إسماعيل بن أبي حَكيم أنَّه سَمِع عُمر بن عبد العزيز يقول: (كَانَ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ به رسولُ الله أَنَّهُ قَالَ: … )، فذكره بنحوه.
قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ١٦٥ - ١٦٦): "هكَذَا جاءَ هذَا الحديثُ عن مَالكٍ فِي الْمُوطَّآتِ كُلِّها مَقطُوعا، وهو يتَّصلُ مِن وجُوهٍ حِسَانٍ عن النَّبيِّ من حَديث أبي هُرَيرَة، وعَائِشَة، ومن حَدِيثِ عليّ بن أبي طالب، وَأُسامة … .
وللحديث شاهدٌ من حديثِ عُمر ، أخرجه مسلم (رقم: ١٧٦٧).
(١) كذا في المخطوط.
(٢) أخرجه أحمد في المسند (١/ ٣٢)، والترمذي (رقم: (١٦٠٦)، والطحاوي في شرح المشكل (٧/ ١٨٣)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٧٤) والبيهقي في الكبرى (٩/ ٢٠٧) من طريق أبي الزبير أنَّه سَمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرني عُمَر بن الخطاب به فذكره نحوه.
ولفظه: (لَئن عشتُ إِن شَاءَ الله)، وفي بعض الروايات بدون استثناء.
والحديث أخرجه مسلم (رقم: ١٧٦٧) عن أبي الزُّبير به بلفظ: (لأُخرجَنَّ اليهودَ والنَّصَارَى من جَزيرَة العَرَب، حتى لَا أَدَعَ إِلَّا مُسلِمًا).
(٣) زيادة يقتضيها سياق الكلام.
(٤) ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد (٣/ ٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>