للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهَا: (وَإِنِّي لأُنْهِجُ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ ).

وَقَوْلُهَا: (فَوُعِكْتُ) (١)، يَعْنِي: حُمِّمْتُ، وَالوَعَكُ الحُمَّى.

وَتَمَرُّقُ الشَّعَر: سُقُوطُهُ مِنْ عِلَّةٍ، وَمِثْلُهُ: التَّمَرُّطُ.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (٢): مَرَقْتُ الإِهَابَ: إِذَا حَلَقْتُ عَنْهُ صُوفَهُ، وَتَمَرَّطَ الشَّعَرُ إِذَا تَحَاتَّ، وَالأَمْرَطُ مِنَ السِّهَامِ: الَّذِي سَقَطَ قَذَذُهُ.

وَقَوْلُهُ: (وَإِنِّي لأَنْهِجُ)، يُقَالُ: نَهَجَ الرَّجُلُ إِذَا عَلَاهُ البُهْرُ وَالنَّفْسُ مِنَ الإِعْيَاءِ وَنَحْوِهِ، يُقَالُ: أَتَانَا فُلَانٌ مُنْهَجٌ أَيْ: مُنْقَطِعُ النَّفْسِ، وَضَرَبْتُهُ حَتَّى أَنْهَجَ أَيْ: غَلَبَهُ النَّفَس.

وَقَوْلُهُ: (فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللهِ)، أَيْ: لَمْ يُفَاجِئْنِي إِلَّا رَسُولُ الله ، وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي الشَّيْءٍ لَا تَتَوَقَّعُهُ، فَيَهْجُمُ عَلَيْكَ فِي غَيْرِ حِينِهِ، أَوِ مِنْ غَيْرِ مَوْضِعِهِ.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ الله قَالَتْ: (خَرَجَ أَبو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى بَلَغَ [بَرْكَ] (٣) الغِمَادِ) (٤).

قَوْلُهُ: (تَحْمِلُ الكَلَّ)، يَعْنِي الْمُنْقَطِعَ بِهِ، وَأَصْلُ الكَلِّ: العِيَالُ، وَمَنْ


(١) تصحفت في المخطوط إلى: وكعت، بتقديم الكاف على العين.
(٢) ينظر: صحاح اللغة للجوهري (٥/ ٢٤٠)، ومقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٣١٣)، ومجمل اللغة له (ص: ٦٦٢ - ٦٦٣).
(٣) ساقطة من المخطوط، والاستدراك من مصدر التخريج.
(٤) حديث (رقم: ٣٩٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>