للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ صَاحِبُ الْمُجْمَلِ (١): لَيْسَ بِهَا طَبَاخٌ، أَيْ: قُوَّةٌ، وَامْرَأَةٌ طَبَاخِيَّةٌ: مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ شَابَّةٌ، وَالطِّبَاخَةُ: طِبَاخَةُ القِدْرِ، وَهِيَ الَّتِي تَفُورُ مِنْ زَبَدِهَا.

وَقَالَ صَاحِبُ الغَرِيبَيْنِ (٢): فُلَانٌ لَا طَبَاخَ لَهُ، أَيْ: لَا خَيْرَ فِيهِ، وَأَصْلُ الطَّبَاخِ: القُوَّةُ والسِّمَنُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِهِ.

وَفِي حَدِيثِ عُرْوَةَ قَالَ: (ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ: لَا تَسُبَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنِ النَّبِيِّ (٣)، تَعْنِي: أَنَّهُ كَانَ يَذُبُ عَنْهُ بِالشِّعْرِ.

قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ (٤): النَّفْحُ: نَفْحُ الدَّابَّةِ بِرِجْلِهَا، وَهُوَ رَمْيُهَا، وَفِي الحَدِيثِ: (أَوَّلُ نَفْحَةٍ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ) (٥) أَيْ: أَوَّلُ فَوْرَةٍ تَفُورُ، يُقَالُ: نَفَحَ الطَّيِّبُ إِذَا هَاجَتْ رَائِحَتُهُ، وَنَفَحَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا تَنَاوَلَهُ بِهِ مِنْ بَعِيدٍ، وَنَفَحَتِ الدَّابَّةُ إِذَا رَمَتْ بِحَافِرِهَا فَضُرِبَتْ بِهِ.

وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ: (دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، وَعِنْدَهَا حَسَّانُ يُنْشِدُهَا


(١) مجمل اللغة لابن فارس (ص: ٤٥٥).
(٢) كتاب الغريبين للهروي (٤/ ١١٥٦).
(٣) حديث (رقم: ٤١٤٥).
(٤) ينظر: العين للخليل (٣/ ٢٤٩)، تهذيب اللغة للأزهري (٥/ ٧٢)، مقاييس اللغة لابن فارس، (٥/ ٤٥٨).
(٥) أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد (رقم: ٢٢)، وفي كتاب الزهد (ص: ٤٣)، وعبد الرزاق المصنف (٥/ ٢٥٦) والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٩٤) من طرق عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة به موقوفًا عليه.
ورُوي مرفُوعًا، ورَجَّحَ الرِّواية الموقُوفَةَ البَغويُّ فِيمَا نَقَله عنهُ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (٦/ ٦٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>