للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: إِنَّمَا قِيلَ لِلْعُلَمَاءِ رَبَّانِيُّونَ، لأَنَّهُمْ يُرَبُّونَ العِلْمَ، أَيْ: يَقُومُونَ بِهِ، يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ قَامَ بِإِصْلَاح شَيْءٍ وَإِتْمَامِهِ: قَدْ رَبَّهُ يَرُبُّهُ فَهُوَ رَبٌّ لَهُ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: (أَلَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا) (١) وَسُمِّيَ ابْنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ: رَبِيبًا، لأَنَّهُ يَقُومُ بِأَمْرِهِ، وَيَمْلِكُ عَلَيْهِ تَدْبِيرَهُ.

وَ (التَّوَيْتَاتُ وَالأَسَامَاتُ وَالحُمَيْدَاتُ)، جَمْعُ تُوَيْتٍ وَأُسَامَةَ وَحُمَيْدٍ، وَهِيَ جَمْعٌ فِيهِ تَحْقِيرٌ، وَهُمْ بُطُونٌ مِنْ [بَنِي] (٢) أَسَدٍ.

* وَقَوْلُهُ: (فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عَنِّي) (٣)، أَيْ: يَتَرَفَّعُ عَلَيَّ، وَالتَّقْدِيرُ: فَإِذَا هُوَ يَرْتَفِعُ مُنَجِّيًا عَنِّي.

وَقَوْلُهُ: (وَلا يُرِيدُ ذَلِكَ)، أَيْ: لَا يُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مِنْ رَعِيَّتِهِ.

فَقُلْتُ: (مَا كُنْتُ [أَظُنُّ] (٤) أَنِّي أَعْرِضْ هَذَا مِنْ نَفْسِي)، أَيْ: أَبْذُلُ هَذَا مِنْ نَفْسِي وَأَرْضَى بِهِ، فَيَدَعُهُ، أَيْ: وَهُوَ لَا يَرْضَى بِذَلِكَ.

(وَمَا أُرَاهُ يُرِيدُ خَيْرًا): يَعْنِي فِي الرَّغْبَةِ عَنِّي، أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ قَصْدٌ إِلَى غَيْرِ الخَيْرِ.

وَ (لأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ)، يَعْنِي: لأَنْ أَكُونَ فِي طَاعَةِ بَنِي أُمَيَّةَ - وَهُمْ أَقْرَبُ إِلَيَّ قَرَابَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ - أَحَبُّ إِلَيَّ.


(١) أخرجه مسلم (رقم: ٢٥٦٧) من حديث أبي هريرة .
(٢) ساقِطَةٌ من المخطوط، والمُثْبَتُ مِنْ لفْظِ الحَدِيث.
(٣) حديث (رقم: ٤٦٦٦).
(٤) ساقِطَة مِن المخطوط، والمُثْبَتُ مِنْ لَفْظِ الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>