للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا﴾ (١)، يَعْنِي بِالمَاءِ: النُّطْفَةَ، وَبِالبَشَرِ: الإِنْسَانَ، وَالنَّسَبُ: مَنْ يُنَاسِبُكَ بِوَالِدٍ أَوْ وَلَدٍ، وَكُلُّ شَيْءٍ [أَضَفْتَهُ إِلَى شَيْءٍ عَرَّفْتُهُ بِهِ فَهُوَ مُنَاسِبُهُ] (٢).

وَقَوْلُهُ: ﴿وَصِهْرًا﴾، أَصْلُ الصِّهْرِ: الاِخْتِلَاطُ، فَسُمِّيَتِ الْمَنَاكِحُ صِهْرًا لاخْتِلَاطِ النَّاسِ بِهَا.

وَقِيلَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ : (كَانَ يُؤَسِّسُ مَسْجِدَ قُبَاءِ فَيَصْهَرُ الحَجَرَ العَظِيمَ إِلَى بَطْنِهِ) (٣)، أَيْ: يُدْنِيهِ.

يُقَالُ: صَهَرَهُ وَأَصْهَرَهُ إِذَا قَرَّبَهُ، وَمِنْهُ الْمُصَاهَرَةُ فِي النِّكَاحِ، وَهُوَ الْمُقَارَبَةُ.


(١) سورة الفرقان، الآية: (٥٤).
(٢) زيادة من الحاوي للماوردي (٩/ ٤).
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٣١٧)، والخطابيُّ في غريب الحديث (١/ ٦٦٢) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٣٧٤) من طريق يعقوب بن محمد الزُّهري ثني عاصم بن سُويد بن عَامر عن عُتْبَة بن وَدِيعَة، عن الشَّمُوس بنتِ النُّعْمَان قالَتْ: رأيتُ النَّبيَّ … )، فذكرته.
ويعقُوبُ بن محمَّد هذا قال فيه أَحْمَد: لَيْس شيئًا، وقال ابن عَدي: "لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ، وأحاديثُه لا يتابع عليها"، كما في الكامل (٧/ ١٤٩)، وشيخُه عَاصِمُ بن سويد قال فيه الحافظ: مقبولٌ كما في التقريب، فالسَّنَدُ ضعيفٌ.
قال الحافظ في الإصابة (٧/ ٧٣١): "والحديثُ أَخرجه الزُّبير بن بكَّار في (أَخبار المدينة)، عَن محمد بن الحسن المخزومي عن عَاصِم مطوَّلًا، وكذلك أخْرجه الحَسن بن سُفيان، وابنُ مَنده مِنْ طريقٍ سَلَمة عَن عَاصم بن سُويد، لكن خالَف في شَيخ عَاصم، فقال: عن أبيه عن الشَّموس بِنت النُّعمان".
قلت: وتابَعَهُ شَبَابة بن سَوَّار، أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٣٧٣)، وعزاه الهيثمي في المجمع (٤/ ١١) إلى الطبراني في الكبير، وقال: "رجاله ثقات".
وينظر الكلام عن متن الحديث في الإصابة لابن حجر (٧/ ٧٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>