للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ هِلَالَ بنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : (البَيِّنَةَ أَوْ حَدٌّ) (١)، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِذَا رَأَى أَحَدُنَا رَجُلًا عَلَى امْرَأَتِهِ يَلْتَمِسُ البَيِّنَةَ؟

فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَقُولُ: البَيِّنَةُ وَإِلَّا حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ، فَقَالَ هِلَالٌ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِنِّي لَصَادِقٌ، وَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَمْرِي مَا يُبَرِّئُ ظَهْرِي مِنَ الحَدَّ، فَنَزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ﴾ (٢).

وَلِأَنَّ الزَّوْجَ يُبْتَلَى بِقَذْفِ امْرَأَتِهِ لِنَفْيِ العَارِ، وَالنَّسَبِ الفَاسِدِ، وَيَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ البَيِّنَةُ، فَجُعِلَ اللِّعَانُ بَيِّنَةً، وَلِهَذَا لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ، قَالَ النَّبِيُّ : (أَبْشِرُ يَا هِلَالُ، قَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، فَقَالَ هِلَالٌ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو ذَلِكَ مِنْ رَبِّي ﷿) (٣).


(١) أخرجه البخاري في مواطن، (رقم: ٢٦٧١).
(٢) سورة النور، الآية: (٠٦).
(٣) أخرجه بهذا اللفظ: الطيالسي في المسند، (رقم: ٢٦٦٧)، وأحمد في المسند (١/ ٢٣٨ و ٢٤٥)، وأبو داود رقم: (٢٢٥٨)، والطبري في تفسيره جامع البيان (١٩/ ١١١)، وأبو يعلى الموصلي في المسند (٥/ ١٢٤ - ١٢٥)، والبيهقيُّ في الكبرى (٧/ ٣٤٩) من طُرُقٍ عن عَبَّادِ بن مَنصُور عن عِكرمة عن ابن عَبَّاس به مِثْله.
وإسنادُه ضَعِيفٌ، آفَتُه: عَبَّادُ بن مَنْصُور، وهُو النَّاجي: صَدُوقٌ رُمِي بِالقَدَر، وكَانَ يُدَلِّس، وتَغَيَّر بِأَخَرة، كما قال الحافظ في التقريب.
وقد صَرَّح بالتَّحْدِيث عندَ أَحْمَد، لكِنْ بَقِيت آفَةُ الاخْتِلاط والتَّغَيُّر، ويُنْظَر: الملحَق الأوَّل الَّذِي زَادَه مُحَقِّق كتاب الكَواكب النَّيرات لابن الكيال (ص: ٤٧٤).
وأخْرجه البُخاري - مختصرا - (رقم: ٥٣٠٧) من طريق هِشَام بن حَسَّان عَن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاسٍ بهِ نَحْوَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>