للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قِوامُ السُّنَّةِ (١):

قَالَ الذَّهَبِيُّ (٢): "الْمُلَقَّبُ قِوَامَ السُّنَّةِ".

وَالقِوامُ بِكَسْرِ القَافِ مِنْ قَوْلِهِمْ: هَذَا قِوامُ الدِّينِ، وَقِوامُ الحَقِّ، أَيْ: الَّذِي يَقُومُ بِهِ، وَيُقَالُ: قِوَامُ الشَّيْءِ: نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ (٣).

وَيَكْثُرُ عِنْدَ بَعْضِ الْمُشْتَغِلِينَ بِالعِلْمِ ضَبْطُهُ بِفَتْحِ الْقَافِ، وَتَشْدِيدِ الوَاوِ؛ عَلَى وَزْنِ الْمُبَالَغَةِ (قَوَّامُ السُّنَّةِ)، وَلَمْ أَجِدْ مَنْ ضَبَطَهُ مِنَ العُلَمَاءِ بِالحُرُوفِ.

لَكِنْ فِي هَذَا نَظَرٌ؛ إِذِ الغَالِبُ فِي اسْتِعْمَالِ هَذِهِ الْأَلْقَابِ أَنْ تَكُونَ عَلَى زِنَةِ (فِعَالُ)، كَقَوْلِهِمْ: عِمَادُ الدِّينِ، وَشِهَابُ الدِّينِ، وَضِيَاءُ الدِّينِ، وَنَحْوُهَا، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ القِيَاسُ فِي بَابِ الأَسْمَاءِ (٤).

وَلَعَلَّهُ لُقِّبَ بِهِ لِمَا اشْتَهَرَ بِهِ مِنَ القِيَامِ بِالسُّنَّةِ وَالذَّبِّ عَنْهَا، وَقَمْعِ البِدْعَةِ


(١) ينظر التدوين في أخبار قزوين للرافعي (٢/ ٣٠٢)، والتقييد لابن نقطة (١/ ٢٥٢)، ومعجم ابن الفوطي الجزء ٤ (ص: ٧٦٨)، تاريخ الإسلام للذهبي (١١/ ٦٢٣) وتذكرة الحفاظ له (٤/ ١٢٧٧) طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (٢/ ٥٩١).
(٢) تاريخ الإسلام (١١/ ٦٢٣).
(٣) ينظر جمهرة اللغة لابن دريد (٢/ ٩٧٨)، ومقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٤٣).
(٤) ثم وقفت أخيرا على مقال للدُّكتور البَحَّاثة محمد الطبراني المغربي بعنوان: "نقلُ قِوام السُّنة لنصٍّ عقَدِي نفيسٍ عن أبي جعفر النَّحاس (ت: ٣٣٨ هـ) على الإبهام، وتصحيح وَهَمٍ في تعليق محققه عليه" نشرته مجلة مجموعة المخطوطات الإسلامية، العددان: ١٥ - ١٦، محرم وصفر ١٤٤٠ هـ، (ص: ١٧٣)، ضَبَطَ فِيه لَقَبَ الإِمَام عَلَى وَفق ما ذَكَرْتُ، فقال حفظه الله: "بكسر القاف وفتح الواو؛ على ما في النُّسَخ الوُثْقى من كُتُبه، وهو الأوفَقُ في العَربية وإن لم يَجْرِ في الأسماء ونحوها قياسٌ". فالحمدُ الله أولا وآخرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>