للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِلَى ظَاهِرِ الحَدِيثِ ذَهَبَ قَوْمٌ؛ فَقَالُوا (١): إِذَا فَرَّ الجَانِي إِلَى الحَرَمِ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ مَادَامَ مُقِيمًا فِي الحَرَمِ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ.

وَقَالَ آخَرُونَ (٢): كُلُّ مَا جَنَاهُ فِي الحَرَمِ اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الحَرَمِ، وَمَا جَنَاهُ خَارِجَ الحَرَمِ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الحَرَمِ.

قَالَ الخَطَّابِيُّ (٣): وَقَدْ رَأَى العُلَمَاءُ فِي الشَّجَرَةِ تُقْطَعُ الفِدْيَةَ، جَعَلَ ابن الزُّبَيْرِ فِي الشَّجَرِ الصَّغِيرِ شَاةً، وَفِي الكَبِيرِ بَقَرَةً (٤)، وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ (٥)، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ (٦).

وَقَوْلُهُ: (وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ): قَالَ البُخَارِيُّ: يَعْنِي بِبَلِيَّةٍ.

قَالَ صَاحِبُ الغَرِيبَيْنِ (٧): فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ: (وَلَا سَتَرْتَ الخَربَةَ) (٨)، يَعْنِي العَوْرَةَ، يُقَالُ: مَا فِيهِ خَرْبَةٌ، أَيْ: عَيْبٌ.


(١) هو مذهب الحنفية كما في حاشية ابن عابدين (٣/ ١٦٣ و ٢٥٣)، وأحكام القرآن للجصاص (١/ ٧٣)، ومَذْهَبُ الحنَابلة أيْضًا كما في الإنصاف للمرداوي (١٠/ ١٦٨).
(٢) وهو مذهَبُ المالِكيَّة والشَّافعية كما في الكافي لابن عبد البر (٥٩٢)، والتَّفريع لابن الجلاب (٢/ ٢١٧)، والأم للشافعي (٤/ ٢٩٠) وروضة الطالبين للنووي (٩/ ٢٢٤).
(٣) أعلام الحديث للخطابي (١/ ٢١٠).
(٤) السنن الكبرى للبيهقي (٥/ ١٩٦).
(٥) مصنف عبد الرزاق (٥/ ١٤٣)، والسنن الكبرى للبيهقي (٥/ ١٩٦).
(٦) ينظر: كتاب الأم للشافعي (٢/ ٢٠٨)، ومختصر المزني (ص: ٧١).
(٧) كتاب الغريبين لأبي عُبيدٍ الهروي (٢/ ٥٣٩).
(٨) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٧/ ٣٧٠) والشَّاشي في مسنده (٢/ ٢١٤) من طريق الثوري عن يحيى بن عبد الله عن أبي ماجد الحنفي قال: جاء رجل إلى ابن مَسْعُودٍ بابن أخيه، فذكره.
قلت: وأبو مَاجِدٍ هذا لم يروِ عنه غيرُ يحيى بن عبد الله الجابر، قال ابن حجر: مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>