للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ، لأَنَّ السَّرَفَ مَمْنُوعٌ فِي الشَّرِيعَةِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: (سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطُّهُورِ وَالدُّعَاءِ) (١).

وَقَالَ سَعِيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ: (إِنَّ لِي رِكْوَةً - أَوْ قَدَحًا - يَسَعُ نِصْفَ مُدٍّ أَوْ نَحْوَهُ، وَأَنَا أَتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَرُبَّمَا فَضَلَ فَضْلٌ) (٢).

وَقِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (٣): إِنَّ النَّاسَ فِي الأَسْفَارِ رُبَّمَا ضَاقَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ، أَفَيُجْزِئُ الرَّجُلَ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِأَقَلَّ مِنَ الْمُدِّ؟ فَقَالَ: إِذَا أَحْسَنَ أَنْ يَتَوَضَّأَ بِهِ وَغَسَلَ وَلَمْ يَمْسَحْ يُجْزِؤُهُ.

قَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ (٤): فِي هَذَا رَدٌّ عَلَى


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٢٨٨)، وأحمد في المسند (٤/ ٨٧)، و (٥/ ٥٥)، وأبو داود (رقم ٩٧)، وابن ماجه (رقم: ٣٨٦٤)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (١٥/ ١٦٦ - ١٦٧) والحاكم في المستدرك (١/ ١٦٢ و ٥٤٠)، والبيهقي في الكبرى (١/ ١٩٦ - ١٩٧) من طرق عن حماد بن سلمة أنبأنا الجُرَيْري عن أبي نَعَامَة أَن عبد الله بن مُغَفَّل سَمِع ابْنَه يقولُ: (اللهم إني أسألُكَ القَصْرَ الأَبْيَضَ عن يَمِينِ الجِنَّة إذا دَخَلْتُها، فقال: أي بني: سلِ الله الجَنَّة، وعُذْ به من النَّار؛ فإني سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ، فذكره.
قال الحاكم في الموضع الأول: هذا حَدِيثٌ صحيحُ الإِسْناد، ولم يُخْرِجاهُ.
والحديثُ في إسنادِه سعيدٌ الجريري، وقد اخْتَلطَ قبل موته بِثَلاثِ سنَوات كما قال الحافظ في التقريب، لكنَّ الرَّاوي عنه هو حمَّاد بن سَلَمة، وقد رَوَى عنه قَبْل اخْتِلاطه كما في الكَواكب النَّيِّرات لابن الكيال (ص: ١٨٣)، وقد صحَّحَهُ ابن الملقِّن في البدر المنير (٢/ ٥٩٩).
تنبيه ليس في رواية ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجه لفظة: (الطهور).
(٢) أخرجه أبو عبيد في الطهور (ص: ١٨٩).
(٣) ينظر: مسائل أحمد لابن هانئ (١/ ١٤) (قال: سمعتُ أبا عَبد الله يقُول: أَخبرني إِنْسان أنه توضأ بالمد مرة فأجزأه، قال أبو عبد الله: إذا كانَ يَغْسِل يُجْزِؤُه، ولَا يَمْسَحُ بِالْمَاءِ).
وينظر: كتاب المسائل رواية الكوسج (٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٤) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (١/ ٣٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>