للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ (أَنَّ النَّبِيَّ كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهَا بَعْدَ الوُضُوءِ) (١).

وَرُوِيَ عَنْ قَيْسِ بن سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: (اغْتَسَلَ النَّبِيُّ وَأَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ فَالْتَحَفَ بِهَا) (٢).


(١) أخرجه الترمذيُّ (رقم: ٥٣)، وابن عَدِي في الكامل (٣/ ٢٥١)، والدارقطني في السنن (١/ ١١٠)، وابن شاهِين في ناسخ الحديث ومنسوخه (ص: ١٤٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٥٦)، والبيهقي في الكبرى (١/ ١٨٥) من طرقٍ عن أبي مُعاذٍ عنه به.
قال التِرمِذِيُّ: "حَدِيثُ عائِشَة لَيسَ بالقَائِم، ولا يَصِحُّ عن النَّبي في هذا البَابِ شَيْءٌ، وأبو مُعاذٍ: يقُولُونَ هُو سُليمان بنُ أرقَم، وهُو ضَعِيفٌ عند أهلِ الحَدِيثِ".
وأبعدَ الحاكمُ حِينَ قالَ إِنَّ أَبَا مُعاذٍ هذَا هُو الفُضِيلُ بنُ مَيْسَرَة!! فقَد جَزمَ الدَّارقطنيُّ، والبَيهقيُّ، والْمِزِّي أيضًا في تحفةِ الأشرَافِ (١٢/ ٤١)، وقَبْله ابن عَدي في الكَامِل إذ أوردَ هَذَا الحديثَ في تَرجمةِ سُليمان بن أرقمَ - بأنه هو.
وسليمانُ بنُ أرقَم هذَا قال فيهِ الحافِظُ: ضَعيفٌ، وقال الدَّارقطنيُّ، والبَيهقيُّ: مَتْرُوكٌ، فالسَّنَد ضعِيفٌ جدا. وينظر: نصب الراية للزيلعي (١/ ١٠١)، والتلخيص الحبير لابن حجر (١/ ٩٩).
وقال ابن القيم في المنَار الْمُنِيف (ص: ٤٥): "أحَادِيثُ التَّنْشِيفِ مِن الوُضوءِ لا تَصِحُّ" اهـ.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٨/ ١٨٩)، وأحمد في المسند (٦/ ٦)، وأبو داود (رقم: ٥١٨٥)، وابن ماجه رقم: (٤٦٦ و ٣٦٠٤)، والنسائي في الكبرى (٦/ ٨٩)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ٤١٨)، وأبو يعلى في المسند (٣/ ٢٥)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٤٩)، والبيهقي في الكبرى (١/ ١٨٦) من طُرقٍ عن ابن أبي لَيْلى عن مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن بن سعد عن محمَّد بن شُرحبيل عن قيس بن سعد به. ووقع عند الطبراني: عَمْرو بن شُرحبيل!!.
قلت: أورده البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١١٤)، وقال: "لم يصحَّ إسنادُه"، وضعَّفه النَّووي في الخُلاصة كمَا قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ٩٩)، وقال: "واخْتُلف في وَصْلِه وإرْسَاله، ورِجَال أبي دَاود رِجَال الصَّحيح، وصَرَّح فيه الوَلِيدُ بالسَّماعِ، والله أعلم.
ومحمَّد بنُ شُرحبيل قال الحافظ في التقريب: مجهولٌ. وينظر: البدر المنير لابن الملقن (٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>