للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالُوا: فَرَدَّهَا إِلَى الأَيَّامِ.

وَحَدِيثُ هِشَامِ بن عُرْوَةَ يَدُلُّ أَنَّ الأَيَامَ لَا يُحْكَمُ لَهَا بِمُجَرَّدِهَا، وَإِنَّمَا لَهَا حُكْمٌ مَعَ الدَّمِ، فَيَجِبُ أَنْ يُدَارَ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ، وَلِأَنَّ قَوْلَهُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبيشٍ: (دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ) لَابُدَّ أَنْ تَكُونَ عَرَفَتِ الْحَيْضِ بِلَوْنِهِ وَرَائِحَتِهِ، لأَنَّهَا قَالَتْ عَنِ الزَّائِدِ عَلَى دَمِهَا هَلْ هُوَ حَيْضٌ أَوْ غَيْرُهُ؟ وَلَوْ أَرَادَ بِذَلِكَ مَا مَضَى كَانَ مُشْكِلًا أَيْضًا إِنْ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُ دَمَ الحَيْضِ وَتُمَيِّزُهُ، فَإِنَّمَا أَحَالَهَا عَلَى حَيْضٍ تَعْرِفُهُ.


= ورواية عبيد الله بن عمر أخرجها أبو داود (رقم: ٢٧٦).
وتابعهم: إسماعيلُ بنُ إبراهيم بن عُقْبَة عن نَافِعٍ مثله: أَخْرَجَهُ البيهقي في الكبرى (١/ ٣٣٣) ويحيى بن سعيد عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٧/ ١٥٠).
وأخرجه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٧٢) والبيهقي في الكبرى (١/ ٣٣٤) من طريق إبراهيم بن طَهْمَان عَن مُوسَى بْنِ عُقْبَة عن سُلَيْمَان عن مُرْجَانَة عن أُمِّ سَلَمة به.
فجعلوا بين سليمان وأم سلمة مرجانة.
ولذلك فقد أعَلَّه البَيْهَقيُّ بالانْقِطَاعِ كما في السُّنَن الكُبرى (١/ ٣٣٢)، وفي الخِلَافِيات له (٣/ ٣١٩ - ٣٢٢).
وقد أجاب عن هذه الدَّعوى الرافعي كما نقله ابن الملَقِّن في البدر المنير (٣/ ١٢٣ - ١٢٤) بقولِه: "لكِن يُمْكِن أن يَكُون سَمعه سليمان من رجلٍ عن أمِّ سَلَمَة، ثُمَّ سَمِعه منها، فروى تَارَةً هكذا، وَتَارَةً هَكَذَا، قال: وذكرَ البُخاري في التاريخِ أنَّ سُليمانَ بنَ يَسَارٍ سَمِع ابنَ عَبَّاس وأبَا هُريرة، وأُمَّ سَلمة)، قلتُ: كلامهُ فِي التَّاريخِ الكبير للبخَاري (٤/ ٤١).
قال ابن الملقن: "وهو جمعٌ حَسَنٌ، وبه يَتَّفق الاخْتِلافُ المذكُور، وقد جَزَمَ صَاحِبُ "الكمال" بأنَّ سليمَان سمع منها، وتَبِعَه المزَّيُّ والذَّهبي .. ".
وينظر: تهذيب الكمال للمزي (١٢/ ١٠٢)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (٧/ ٥٠٠)، والبدر المنير لابن الملقن (٣/ ١٢١) فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>