للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَوْلُهُ: (لَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ): يَعْنِي: مَا قَضَاهُ، وَأَحْكَمَهُ مِنْ آثَارٍ مَعْلُومَةٍ، وَآجَالٍ مَكْتُوبَةٍ، وَشِبْهِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُبَدَّلُ لَدَيْهِ، وَأَمَّا مَا نَسَخَهُ تَعَالَى رِفْقًا بِعِبَادِهِ فَهُوَ الَّذِي قَالَ تَعَالَى: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾ (١).

وَفِيهِ جَوَازُ النَّسْخِ قَبْلَ الفِعْلِ، نَسَخَ الخَمْسِينَ إِلَى الْخَمْسِ تَخْفِيفًا عَنْ عِبَادِهِ، ثُمَّ تَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِأَنْ جَعَلَ ثَوَابَ الخَمْسِ كَثَوَابِ خَمْسِينَ.

وَفِيهِ جَوَازُ الاسْتِشْفَاعِ وَالْمُرَاجَعَةِ فِي الشَّفَاعَةِ مَرَّةً بَعدَ أُخْرَى.

وَفِيهِ الاسْتِحْيَاءُ مِنَ التَّكْثِيرِ فِي الحَوَائِجِ خَشْيَةَ الضَّعْفِ عَنِ القِيَامِ بِشُكْرِهَا.

وَفِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ الجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ.

وَقَوْلُهُ: (فَإِذَا فِيهَا حَبَائِلُ الذَّهَبِ) كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَالصَّوَابُ: (جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ)، وَقَدْ ذَكَرَهَا البُخَارِيُّ عَلَى الصَّوَابِ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ (٢).

قِيلَ (٣): جَاءَ الغَلَطُ فِيهِ مِنَ اللَّيْثِ أَوْ مِمَّنْ دُونَهُ، رَوَاهُ غَيْرُ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ


(١) سورة الرعد، الآية (٣٩).
(٢) باب ذكر إدريس ، حديث (رقم: ٣٣٤٢).
(٣) هو قولُ ابن التِّينِ كما في التَّوضِيحِ لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (٥/ ٢٥٧)، وقول ابن بطالٍ كما في شرحه على البخاري (٢/ ١٤)، والذين خالفوا الليثَ جماعةٌ، منهم: ابن المُبارَك: أخرجه البخاري (رقم: ٣٣٤٢)، وعَنْبَسة بنُ خالدٍ الأَيلي: أخرجه البخاريُّ (رقم: ٣٣٤٢)، وعبد الله بن وهب: أخرجه مُسْلِمٌ (رقم: ٢٦٣)، ويونس بن عبد الأعلى: أخرجه أبو عوانة في مسنده (١/ ١٣٣ - ١٣٥)، وابن منده في الإيمان (رقم: ٧١٤).
قال ابن رجب الحنبلي في شرحه (٢/ ٣٢٥): "وفي بعضِ النُّسَخِ: "حبَائِل": بالحاءِ المهْمَلة واللام، وفي بعْضِها: "جَبَايل" بالجِيمِ واللام، وقد قالَ الأَكْثَرُون: إِنَّ ذَلِك كلّه تصْحِيفٌ وغَلَط".

<<  <  ج: ص:  >  >>