للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ... إلى آخر القصة، وفيها طول لا حاجة بنا إلى ذكرها.

قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم منقطع؛ الضحاك بن مزاحم، قال الحافظ العلائي في "مراسيله " (ص ٢٤٣) وقد ذكر الضحاك هذا: "وقال أبو حاتم: لم يدرك أبا هريرة ولا أبا سعيد رضي الله عنهم. وقال ابن حبان: أما رواياته عن أبي هريرة، وابن عباس وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر".

قلت: والسند إليه لا يصح؛ فيه ثلاثة ليس لهم ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي، وهم: الوليد بن إسماعيل، ومحمد بن إبراهيم، ونوفل بن عبد الله؛ فلم يترجمهم

البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان، ولا الذين جاءوا من بعدهم، اللهم! إلا الأول منهم؛ فقد ذكره المزي في شيوخ سلمة بن شبيب. أقول: ومع جهالة هؤلاء والانقطاع المشروح آنفاً، لم يتورع السيوطي أن يقول في "اللآلئ" (١/ ٤٥١): "وسنده لا بأس به "! والعجيب حقاً أن ابن عراق في "التنزيه " (٢/ ٣٦) أقره على ذلك، ولم يتعقبه بشيء! وليتأمل القارئ اللبيب الفرق بين السيوطي وقوله هذا، وبين قول الحافظ الذهبي وقد ساق من هذا الحديث بعضه في كتابه "السير" (٤/ ٢٧ - ٢٨): " وهذا سياق منكر، لعله موضوع ".

وقد أورده ابن الجوزي في موضوعاته " (٢/ ٤٣ - ٤٤) من رواية ابن حبان، وهذا في "الضعفاء" (٢/ ٢٩٧ - ٢٩٨) من طريق محمد بن أيوب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال:

بينما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل فقال: "يا محمد! إنه سيخرج من أمتك رجل يشفع، فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر، فإن أدركته؛ فسله الشفاعة

<<  <  ج: ص:  >  >>