المنان، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.
فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه:«تدرون بما دعا؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم (وفي رواية: الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى».
[صححه الإمام ثم قال]:
فيه مشروعية التوسل إلى الله تعالى بأسماء الله تعالى الحسنى وصفاته, وهو ما أمر الله تعالى به في قوله:{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}(الأعراف: ١٨)؛ ولا سيما الاسم الأعظم. وقد اتفق العلماء على ذلك؛ لهذا الحديث وما في معناه.
وإن ما يؤسف له أن ترى الناس اليوم-وفيهم كثير من الخاصة-لا تكاد تسمع أحداً منهم يتوسل بأسماء الله تعالى؛ بل إنهم على العكس من ذلك يتوسلون بما لم يأت به كتاب ولا سنة, ولم يعرف عن السالفين من الأئمة؛ كقولهم: أسألك بحق فلان, أو جاه فلان, أو حرمة فلان!
وقد يحتج أولئك على علمهم هذا بأحاديث بعضها صحيح-كحديث الأعمى, وإن تكلم فيه بعض المتأخرين, فالصواب ما قلناه-, ولكنه لا يدل على ما زعموه-كما بين ذلك العلماء المحققون-؛ والبعض الآخر ضعيف لا يصح, وفيها كثير من الموضوعات؛ كحديث:
«لما أذنب آدم عليه الصلاة والسلام ... , وفيه قال:
أسألك بحق محمد إلا غفرت لي. كما بينت ذلك في تعليقي على «المعجم الصغير» (٢/ ١٤٨) , [و «السلسلة الضعيفة»(رقم ٢٥)].