يرمون أهل السنة بما ليس فيهم، يتجاهلون تلك النقول، ويستشهدون بهذا الحديث الواهي؛ ليقووا به آخر مثله، وهو حديث أبي سعيد الخدري- "لمجرد اشتراكهما في التوسل المبتدع-:
«اللهم إني أساثك بحق السائلين عليك» كما كنت بينت ذلك في الكتاب المومي إليه، وفي "الضعيفة" أيضاً برقم (٢٤)، فتجد أولئك المبتدعة يكتمون الحق وهم يعلمون، فخذ مثلاً الشيخ عبد الله الغماري المغربي التي تطفح كتبه بالجهل بهذا العلم الشريف، مقروناً بالتجاهل في كثير من الأحيان، فها هو في رسالته التي أسماها "مصباح الزجاجة" تجاهل العلل التي كنا شرحناها في الكتابين المذكورين للحديث الآخر المشار إليه- وهو حديث أبي سعيد- فيرد على النووي تضعيفه إياه، ويصرح بأنه حسن- دون أن يسوق إسناده ويتكلم عليه كما يقتضيه هذا العلم الشريف- مع أن فيه ضعفاً في بعض رواته، وتدليساً خبيثاً واضطراباً كما هو مبين هناك، فتجاهل ذلك كله، وزاد تجاهلاً آخر؛ فقال (ص ٥٥ - ٥٦): "وله شاهد من حديث بلال عند ابن السني "!! ونحوه؛ بل وشر منه قول الكوثري في "مقالاته " (ص ٢٩٤): "وأخرج ابن السني في "عمل اليوم والليلة" بسند فيه الوازع عن بلال "!!! وقد كنت رددت عليه تجاهله لحال الوازع هذا في "الضعيفة" (ص ٨٧ - الطبعة الجديدة)؛ وإنما أردت هنا- بعد أن عرضت على أعين القراء إسناد ابن السني- لأبين لهم كيف يخاتل الكوثري قُرَّاءَه، ويُدلس عليهم، ويعمي حال الراوي الذي هو علة الحديث، وأنه لا فائدة من ذكره لشدة ضعفه؟! فإنه عند ابن السني-كما رأيت- من رواية الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابرابن عبد الله عن بلال.
فماذا فعل الكوثري- عامله الله بما يستحق-: أولاً: أسقط الواسطتين بين