للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السائل: أنا أتحدث ...

الشيخ: معليش، فأنا قلت: لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله حقاً، وكما جاء في الكتاب والسنة أن يعتقد بأن الله عز وجل أعطى لنبيه عليه السلام علمه الغيبي كله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها عِلمُه، أي: علم الرسول، لأن الله علمه ذلك، هذا لا يجوز لمسلم أن يقول ذلك، بمعنى: لا فرق عندي بين من يقول: إن الله عالم الغيب كما في القرآن الكريم وهذا حق، وبين من يقول: إن الله علمني ... علم الغيب وهذا اكتساب من النبي من الله، أن الله علمه، فعلم الرسول حادث وعلم الله عز وجل قديم واجب الوجود، لا يكفي هذا التفريق، فلا يجوز أن نقول: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تَعلَّم كل شيء مما كان ومما سيكون إلى يوم القيامة بتعليم الله له، لا يجوز أن يقال هذا، لماذا؟ لأن هذه مشاركة أو تشريك للرسول في صفة من صفات الله لا يسوغ هذا التشريك ولا يبرره أنه والله هكذا الله علمه، أنا هذا رأيي، أنت قلت: لا يجوز، لأن هذا بتعليم من الله لرسوله، فخطر ببالي قبل أن أعيد عليك السؤال السابق حديث الخضر عليه السلام، وجرى ما جرى بينهما قصة السفينة وقصة، وقصة الجدار وقصة الغلام، بعد أن انتهت القصة صعد السفينة فأرسل الله طيراً وقف على حرف السفينة فنقر بمنقاره من الماء قطر قطرات فقال الخضر عليه السلام لموسى: ما علمي وعلمك بالنسبة لعلم الله إلا كهذه القطرة التي التقطها الطير من البحر. فالعلم الإلهي في المثال هنا هو البحر وعلم الأنبياء والرسل هو قطرة من القطرات، فلا يجوز بارك الله فيك أن يقول مسلم: أنه لا، أنا أعتقد بظاهر حديث مسلم أنه الله علَّم الرسول عليه السلام كل ما هو كائن إلى يوم القيامة بدون تقييد بالنصوص الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>