الشيخ: اللغة العربية التي نفهمها، أنت الآن تقول لي هنا: ما هو الدليل؟ الدليل هو تفسير القرآن الذي تلقيناه خلفاً عن سلف، أنت هل تعتقد وهذا يأخذنا إلى موضوع الحقيقة لعله هذا الشيء الذي نحن مختلفون فيه الآن هو فرع من ذاك الموضوع، وأرجو أن أكون متوهماً أنه نحن وإياك الآن مختلفون في شيء هو أصل من أصول الشريعة، وأرجو أن أكون واهماً، لأن هذا من مصلحتنا، أنه إذا كنت واهماً في ذلك الشيء الذي سأدلي به أننا سنتفق أخيراً أنه لا يجوز نحن نفسر حديث مسلم بهذا التفسير الشامل الواسع، ذلك هو: هل يجوز لمسلم بعد خمسة عشر قرناً أن يأتي إلى نص في القرآن أو في السنة ويفسره منخلعاً عن كل هذه الجهود العلمية التي ورثناها عن سلفنا وخلفنا ويأتي برأي من عنده ويقول:
هذا رأيي يفسر به كتاباً أو آية أو حديثاً نبوياً ولاَّ الأمر كما قلنا في تضاعيف
كلامنا السابق:
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
وكما قال بعضهم ولم نذكره آنفاً، والآن جاءت المناسبة:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذراً من التعطيل والتشبيه
فالآن ألست مؤمناً مَعَنا أن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع