السائل: الحديث الذي ساقه [حديث الحوض] وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام، فهو النبي يخبر عنه، هو النبي يخبر عنه، فكيف لا يعلمه، هو يخبر.
الشيخ: الله أكبر.
السائل: هو يخبر، فهو طالما يخبر يقول: ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، فأقول: هلم هلم.
الشيخ: أنا أسمع لك لكن اسمع لي أنت فيما بعد.
السائل: فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً، الآن النبي عليه السلام ألا يحدث، يحدث عن شيء سيكون، فهو يخبر عنه؟
الشيخ: لا.
السائل: لا يخبر عنه.
الشيخ: لا، يخبر عنه إجمالاً كما نقول نحن، ولا يخبر عنه تفصيلاً كما تزعم أنت، وهذه حجة قاصمة الظهر في هذا الموضوع إذا كنت صحيح تريد تكون منصفاً، هو يخبر إجمالاً؛ لأن الله عز وجل أعلمه بما يكون مجملاً، وهذا من الأحاديث الذي يؤيد تفسيرنا لحديث حذيفة وغيره مما جاء في مسلم، هو يعلم إجمالاً ولا يعلم تفصيلاً، ولذلك يقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأرجو منك قليلاً من الإنصاف يا أبا عبد الرحمن، اليوم دنيا وغداً آخرة، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وأنا أراك مثل حكايتي؛ ابيضَّت، وما بيننا وبين القبر إلا شبر،