للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى بها.

فهؤلاء الصوفيون أو الطرقيون الذين يرقصون في الذكر ويضربون عليه بالدف، بل بالطبل، هذا يصدق فيهم قول بعض أهل العلم:

متى علم الناس في ديننا ... بأن الغناء سنة تتبع

وأن يأكل المرء أكل الحمار ... ويرقص في الجمع حتى يقع

وقالوا سكرنا بحب الإله ... وما أسكر القوم إلا القِصَع

كذلك البهائم يرقصها ريها والشبع

فيا أولى للعقول ويا أولى ... للنهى ألا منكر منكم للبدع

تهان مساجدنا بالسماع ... وتكرم مثل ذاك البيع

وكما قال آخر:

أيا جيل ابتداعٍ شر جيل ... لقد جئتموا بأمر مستحيل

أفي القرآن قال لكم إلهي ... كلوا مثل البهائم وارقصوا لي

حاشاه.

فإذاً: الضرب على الدف أو الطبل في الذكر، هذا أشد تحريماً من الضرب على الدف في اللهو؛ لأنهم يصدق فيهم قول الله ربنا عز وجل في كتابه: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} (الأعراف: ٥١).

وقال تبارك وتعالى في حق المشركين: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} (الأنفال: ٣٥).

{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ} عبادتهم لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>