{إِلَّا مُكَاءً)} صفيراً، وأنتم ترون الشباب الآن كيف يصفرون، هذا إرث ورثه الكفار بعضهم من بعض، وكان المشركون في عهد الجاهلية في بيت الله الحرام يتقربون إلى الله بالصفير والتصفيق.
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} هكذا اليوم يفعل بعض المسلمين ممن عرفتم ذم فقهاء المسلمين لهم، وإنكارهم عليهم أشد الإنكار، حتى أفتى بعضهم بأن المكان الذي يذكر فيه هؤلاء الرقصة الأكلة، يجب أن يحرث؛ لأنه تلوث؛ أتي فيه بمعصية الله عز وجل، ذلك الذكر الذي زعموا أنه ذكر وإنما هو لهوٌ.
" الهدى والنور"(٢٠/ ٢٦: ٠١: ٠١).
أما الضرب بالشيش، هذه مصيبة المصائب، أن يكون هناك مئات الألوف من المسلمين يتوهمون أيضاً هذا الإيذاء للنفس هو معجزة، هو كرامة لهؤلاء الناس الذين يزعمون أنهم على شي من الدين، وليسوا على شيء؛ لأن الدين هو اتباع
ما كان عليه الرسول عليه السلام، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا أصحابه
الكرام يذكرون الله بهذه الصفة، التي عرفتم شيئاً منها من تلك الأشعار التي أسمعتكم إياها.
فهنا حرامان اجتمعا عند هؤلاء، الضرب على الدف في الذكر، وضرب هؤلاء الناس لأنفسهم بالشيش، وهذا إيذاء للنفس يقترن به تضليل للمسلمين، وإيهامهم أن هذه كرامة، والحقيقة هي ليست أولاً بكرامة، بل هي إهانة، ثم هي