المعروف اليوم في المعالجة الطبية المادية المعروفة، أن الإنسان الذي يشعر بأي نوع من المرض يسرع إلى الطبيب، بل وأكثر من ذلك، فكنا نتكلم فلا يشرع، وأرجو الانتباه .. أقول لا يشرع ولا أقول لا يجوز أن يُسارِع المسلم إلى الطبيب لأقل مرض يشعر به، فضلاً عن أنه لا يشرع أن يفحص نفسه احتياطاً، ... فالسبب في هذا .. أن واحد مريض مثلاً يذهب يطلب قراءة القرآن من غيره أم أنه يرقي نفسه؟ كان الجواب يرقي نفسه بنفسه أولى من أن يذهب إلى غيره، السبب الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «يدخل الجنة من أمتي يوم القيامة سبعون ألفاً وجوههم كالقمر ليلة البدر بغير حساب ولا عذاب» ثم دخل عليه السلام حجرته، فأخذ أصحابه يتظننون من يكون هؤلاء السبعون ألف، منهم من يقول: نحن المهاجرون الذين هاجرنا في سبيل الله، منهم من يقول: نحن الأنصار الذين ناصرنا رسول الله، منهم من يقول: هم هؤلاء أبناؤنا الذين يأتون من بعدنا يؤمنون بنبينا ولم يروه .. طلع عليهم الرسول عليه السلام قائلاً وهنا الشاهد:«هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» فقال أحدهم قال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، قام آخر قال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال:«سبقك بها عكاشة»، الشاهد أن هذا الحديث يقول أن من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ووجوههم كالقمر ليلة البدر أنهم لا يطلبون الرقية من غيرهم.
فذهاب الرجل إلى غيره يقول له: ارقني، ينافي هذه الفضيلة، وهذا الذي