كذلك هناك بعض المعالجات الطبية المادية، والناجحة، والمفيدة، والثابت نفعها بالتجربة ألا وهو الكي وأيد الرسول عليه السلام ذلك في بعض الأحاديث الصحيحة حيث قال:«خير ما تداويتم به» وذكر «وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي» فإذاً ليست كل معالجة ولو كانت ناجحة هي مشروعة شرعاً، منها الكي بالنار، منها الاسترقاء طلب الرقية بالقرآن وبالتعاويذ المشروعة الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن من فقه الحديث الآن لماذا كان غير مشروع، بل كان مكروهاً أن يطلب المسلم من أخيه المسلم الرقية بالقرآن أو بالتعاويذ عن الرسول عليه السلام لماذا؟ قال أهل العلم: لأن طلبك الرقية من غيرك علاج غير ناجح غالباً، قد ينجح وقد لا ينجح، إذاً في هذه الحالة يحسن للمسلم أن يتوكل على الله عز وجل، ولذلك أنهى الحديث بالذين وصفهم بقوله:«لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون».
فإذاً في الأمراض نستطيع أن نقسمها الآن ثلاثة أقسام، وأظن أن هذا أمر لا نقاش فيه: أمراض لها معالجات حاسمة وقاطعة، فهذه المعالجات الواجبة فرض، إذا تركها المريض يكون آثماً ويكون مذنباً، أمراض أخرى لها معالجات يترجح نفعها فهنا يأتي قوله عليه السلام:«تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه، وجهله من جهله» فيشرع هنا الأخذ بهذا العلاج الذي يترجح فائدته ولكن لا يجب إلا إذا كان من النوع الأول القاطع الحاسم.
يأتي العلاج الثالث مرجوح نفعه، فهنا يأتي التوكل، من هذه المرجوحية قضية طلبك من أخيك المسلم أن يرقيك، أو يدعي لك أو ما شابه لك، فهذا وإن