للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيموت شر ميتة.

فصعدوا ولما هموا بقذفه قال: اللهم اكفنيهم كيف شئت، فاضطرب الجبل من تحتهم فوقعوا جميعاً هلكى موتى، وهو مشى وكأنه يمشي في سهل حتى وصل إلى الملك، استغرب الملك، قال له: ربي كفاني شرهم.

فأمر جنداً بأن يركبوه في قرقور سفينة صغيرة وأن يتوسطوا به البحر ثم يقذفوه في البحر، فأخذوه ولما هموا بقذفه قال: اللهم اكفنيهم كيف شئت، فاطَّرب المركب أو القرقور ووقعوا جميعاً في البحر ورجع هو يمشي إلى الملك، فاغتاظ الملك جداً وعرف أنه ليس له سبيل إلى قتله، وصارحه الغلام بذلك فقال له: لن تستطيع الوصول إلي إلى قتلي إلا إذا فعلت ما آمرك به، الغلام الآن بيحكي من فوق، يتعالى على الملك إلا إذا فعلت ما آمرك به، قال له: ماذا؟ قال: تدعو الناس لميعاد يوم عظيم، وتضعني على الخشبة، ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتقف بعيداً عني وترميني به، وتقول: باسم الله رب الغلام، فإذا فعلت ذلك قتلتني وإلا لا سبيل لك إلي، فعل الملك ذلك واجتمعت الأمة في ساحة كبيرة جداً، ونصبوا الغلام على خشبة ووقف الملك أمامه، واستل سهماً من كنانته، ثم وقف بعيداً عنه ورماه بسهم قائلاً: بسم الله رب الغلام، فأصابه في صدره، فوضع يده هكذا ومات، لكن الشعب لما سمعوا الملك يقول: بسم الله رب الغلام كفروا به، وآمنوا بالرب سبحانه وتعالى.

وهنا أدرك الملك مكر الغلام به، وأنه بفدائه بنفسه فدى شعبه من الإيمان به إلى الإيمان بربه تبارك وتعالى، هنا جاءت قصة الأخدود، فحفر الأخدود وأوقد النار وجاء دور امرأة تحمل صبياً لها، فلما أوقفت بجانب النار ضعفت طبيعتها كأم، فقال لها الغلام: اصبري يا أماه! فقذفت نفسها، وهنا جاء قوله تعالى: {قُتِلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>