بخطأ أهل الكلام ومنهم المرجئة فيما قالوه، وعلم أن عامة كفر الأمم عن تيقن وعلم ومعرفة بصدق أنبيائهم. انتهى كلام ابن القيم -رحمه الله تعالى-. فأنا أريد.
الشيخ: هذا نحن قلناه آنفاً، وأنت وافقت معي
الملقي: لذلك أنا أقول الخلاف لفظي يا شيخ.
الشيخ: أن المعرفة قد تجتمع مع الإيمان وقد لا تجتمع.
الملقى: طيب أقول يا شيخ -بارك الله فيكم- إذا انسحبت من كلمة تصديق وقلت: إن إبليس بعد أن لم يمتثل لأمر ربنا -تبارك وتعالى- كفره الله -عز وجل- وكان بعد كفره يعرف أن الله حق وما أمر به كان لا بد أن يمتثله، وكان يعرفه صدق الله -عز وجل- وصدق ما أمر به. فلندع كلمة التصديق ونضع بدلا ًمنها كلمة المعرفة، ونقول كذلك إن قوم موسى حينما كفروا به كانوا يعلمون ويعرفون أنه رسول الله حقاً، ومع ذلك كفرهم ربنا -تبارك وتعالى-، فليس الكفر محصور في التكذيب بالقلب، فما رأيكم في هذه المقالة؟
الشيخ: ما ني شايف غير عم ندور في حلقة مفرغة، ما أنا قلت المعرفة لا تستلزم الإيمان، وأنت الآن ما تزيد على هذا. سواءً حينما جئت بمثال إبليس أو بفرعون، نحن متفقان أن الإيمان يجامع المعرفة، ولا عكس، المعرفة لا تجامع الإيمان، نحن متفقون على هذا.