-أيضاً- لم يبق مصدقاً؛ لأنه لو كان مصدقاً وبقي مصدقاً لسجد، الخلاصة حتى ما نضيع الوقت، وسبحان الله الوقت يمضي أرجوا أن تعيد النظر في هذه النقطة لأنها فيها دقة من جهة، ومن جهة أخرى أنا لا أعلم في حدود ما علمت {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}(يوسف:٧٦) أن العلماء يفرقون بين الإيمان والتصديق والنصوص التي تمر بنا وقد ننساها وذكرنا إحداها آنفاً هي ترادف الإيمان تماماً، [ومُصَدِّقًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" (١) أي: ومؤمناً، أنت إذا أردت أن تقول: مصدقاً لا تعني مؤمناً، أنت بحاجة إلى نصوص من الكتاب والسنة وعلى الأقل من نصوص من أقوال أئمة السلف الذين نحن نقتدي بهم، فأرجوا أن تعيد النظر في هذه النقطة؛ لأننا كما تعلم الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، يعني إذا أردنا من هذا الجانب أن نرد على المرجئة وكنا مخطئين في التفريق بين التصديق والإيمان ما بيكون يعني إلا أننا خربنا خربنا بيوتنا بأيدينا، فأرجوا أن تعيد النظر في هذه النقطة، وتستجلب ما يتيسر لك من أدلة من الكتاب أو السنة الصحيحة ثم من أقوال الأئمة في الفريق بين التصديق وبين الإيمان، على الأقل لأتعلم أنا ما كان علي خافياً.
الملقي: طيب يا شيخ.
الشيخ: والآن.
الملقي: أرى أن ما زال الخلاف لفظياً وأتلو عليكم قول ربنا: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}(البقرة:١٤٦) فكفرهم ربنا -تبارك وتعالى- مع أنهم كانوا عارفين بصدق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهنا كلمة لابن القيم قال: ومن تأمل القرآن والسنة وسير الأنبياء في أممهم ودعوتهم لهم وما جرى لهم معهم يجزم