للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فربنا عز وجل كما قال في القرآن الكريم: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف:١٨٠) فأسماؤه الحسنى قسم كبير جداً مذكور في القرآن الكريم، وقسم آخر مذكور في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذه الأسماء بلا شك في الوقت الذي هي أسماء لله هي صفات له.

فإذا قلنا: أن هذه الأسماء كالصفات لا يمكن أن نفهم منها شيئاً، لأن الله يقول: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران:٧) معناها: عطلنا أسماء الله وعطلنا صفاته تبارك وتعالى، وحينما ندعوه بأسمائه الحسنى ندعوه بأشياء لا نعرف معانيها.

{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ} (البقرة:٢٥٥) ما معنى الحي؟ ما ندري. القيوم؟ ما ندري، عدد الأسماء التسعة والتسعين وزيادة، فمعنى ما سبق طرحه كسؤال أنهم لا يفقهون شيئاً من معاني هذه الأسماء الكريمة، فهل يقول مسلم بأن الله عز وجل تعرف إلى عباده بأسماء وصفات لا معاني لها مفهومة عندنا؟ حاشا لله تبارك وتعالى، هذا هو التعطيل بعينه الذي صرح عنه الإمام بحق ابن القيم الجوزية رحمه الله حينما قال: "المجسِّم يعبد صنماً والمعطِّل يعبد عدماً"، المعطل يعبد عدماً فعلاً؛ {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة:٢٥٥) أيش هذه الأسماء معانيها؟

ما ندري، إما أن ندري وإما ألا ندري، إن كنا ندري فما معنى: لا يعلم تأويله؟ أي: لا يعلم حقائقها، لأننا نعتقد في ذات الله ما نعتقده في صفات الله إثباتاً ونفياً، فحينما نثبت وجود الله نثبت له وجوداً حقيقياً واجب الوجود كما يقول علماء الكلام، وحينما نثبت له تلك الصفات أيضاً نثبتها له ونحن نفرق في المعنى بين صفة وأخرى.

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١) فنفهم أن السميع غير

<<  <  ج: ص:  >  >>