البصير والبصير غير القدير وو إلى آخر ما هنالك من صفات.
إذاً هذه الصفات كُلُّها مفهومة والحمد لله، ولكن حقائقها مجهولة لدينا، كالذات. هل نعرف ذات الله: حقيقتها؟ حاشا لله، لكننا نعلم يقيناً أن ذات الله هي التي أوجدت هذه الكائنات وهي متصفة بكل صفات الكمال ومنزهة عن كل صفات النقص.
من أجل ذلك صح عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه حينما جاءه ذاك السائل فقال له: يا مالك! الرحمن على العرش استوى، ما استوى؟ أيش معنى؟ قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه - أي عن الكيف - بدعة، أخرجوا الرجل فإنه مبتدع.
فإذاً الاستواء معلوم، أي: هو الاستعلاء كما ثبت ذلك عن السلف، لكن كيف الاستواء؟ مجهول كما نجهل حقائق الذات والصفات كلها كما ذكرنا، فجهلنا بحقيقة الذات وبحقيقة الصفة لا يحملنا على أن ندعي أننا لا نفهم شيئاً، وعلى قولة إخواننا في حلب:"طاول"، ما نفهم شيئاً لهذه الأسماء إطلاقاً هذا هو الجهل بعينه والمكابرة، لأن الله عز وجل حينما يقول لنا:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:١١) ماذا يعني؟ ألا يعني أن نعتقد ما يصف به نفسه؟ لا شك
في ذلك.
وهل يمكن أن نعتقد في الله ما وصف به نفسه بالجهل أم بالعلم؟ لا شك أن الجواب بالعلم وليس بالجهل.
تمام الآية:{وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(الشورى:١١) فربنا وصف نفسه بأنه سميع وبصير. هل نستطيع أن نفهم الله بأن نقول: لا ندري ما معنى سميع وما معنى