للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصير؟ ذلك هو الجهل، ذلك هو التعطيل الذي سمعتموه آنفاً من ابن القيم: المجسِّم يعبد صنماً والمعطِّل يعبد عدماً.

لقد وصل الأمر بهؤلاء المعطلة إلى أن يقولوا فعلاً: لا وجود لله، هذا الله الذي تعبدون له لا وجود له، لماذا؟ لأن كل موجود لا بد إما أن يكون داخل العالم أو أن يكون خارج العالم، وهم قد وصفوا ربهم بهذه الصفات السلبية الآتية؛ قالوا. وأنا سمعتها من أحد مشائخهم على المنبر يوم الجمعة يُضَلِّل الناس بالرد على السلفيين الذين يقولون: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:٥) استعلى كما قال الإمام مالك وكما قال كل السلف.

فهم يقولون: الله، هكذا يقولون وبئس ما يقولون, الله لا فوق ولا تحت, ولا يمين ولا يسار, ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه. زاد بعض الفلاسفة ما سمعته من شيخي، أنا بريء من قوله, ما سمعت هذا الوصف الأخير قالوا: لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ... أنا قلت مرة لبعضهم: لو قيل لأفصح العرب بياناً: صف لنا المعدوم الذي لا وجود له لما استطاع أن يصف هذا المعدوم بأكثر مما وصف أولئك معبودهم، حين قالوا: الله لا فوق ولا تحت، لا يمين ولا يسار، لا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه.

قالت الفلاسفة: لا متصلاً به ولا مفصولاً عنه. هذا هو العدم، إذاً لا تستغربوا قول ابن القيم: المعطل يعبد عدماً، لأنه هذا قولهم, وهذا يُذكِّرني بموقف ابن تيمية بالنسبة لمشايخ علماء الكلام لما أقاموا الدعوى عليه أمام أمير دمشق يومئذ، فجمعهم مع ابن تيمية وتناقشوا بينهم، كان الملك عاقلاً لم يكن عالماً لكنه كان عاقلاً كان ذكياً، فسمع مثل هذه العبارات قد تكون هي عينها، لأن الخلف ورثوا عن خلفهم هذه الكلمات وقد يكون معانيها. المهم ابن تيمية رحمه الله شرح هناك

<<  <  ج: ص:  >  >>