للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخنا يعني لم توجهوا هذه الأقوال خاصة أنها ثابتة عن الإمام أحمد وغيره نرجو منكم بيان هذه المسألة وجزاكم الله خيراً؟

الشيخ: سبق أن تكلمنا عن هذه المسألة وجواباً عنها نقول: إن السلف كما جاء في كتب أئمة الحديث وكما جاء في بعض كتب الأشاعرة كالحافظ ابن حجر العسقلاني، هو من حيث الأصول والعقيدة هو أشعري على علمه وفضله وهو قد ذكر في أكثر من موضع واحد في الكتاب العظيم المسمى بفتح الباري أن عقيدة السلف فهم الآيات على ظاهرها دون تأويل ودون تشبيه, فقول الأمام أحمد أمروها كما جاءت أي افهموها كما جاءت دون أن تتعمقوا في محاولة معرفة الكيفية, والذين يقولون إن مذهب السلف هو التفويض أولاً يلزمهم أمران اثنان وكما يقال أحلاهما مر يلزمهم أن الآيات التي وصف الله عز وجل نفسه بها فضلاً عن الأحاديث الكثيرة التي وصف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربه فيها كل هذه النصوص معناها على مذهب التفويض أننا لا نفهم هذه النصوص بل ولا ندري لماذا ربنا عز وجل أنزلها في كتابه ولا ندري لماذا نبيه وصف ربه بهذه الصفات, والواجب علينا أن لا نفهم هذه الصفات المذكورة في القرآن والسنة علماً أن الله عز وجل نعى على قوم أنهم لا يهتمون بفهم القرآن الكريم حينما قال رب العالمين: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:٢٤).

بلا شك أن أعظم شيء يتعلق بهذا الإسلام هو معرفة الرب الذي شرع هذا الدين وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام, فحينما يقال في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات لا نفهم منها شيئاً إذاً هم لم يعتبروا بمثل قوله في الآية السابقة {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:٢٤) ويشملهم أيضاً: {لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (الحج:٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>