للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- مذهب الخلف تارةً مع السلف يفهمون وينزهون، تارةً يؤولون، بل يعطلون، فهما مذهبان مذهب الفهم لآيات الصفات وأحاديث الصفات مع التنزيه، الفهم الثاني تأويلها وعدم التسليم بمعانيها الظاهرة، ولو كانت مقرونة بالتنزيه، مذهب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء مذهب المفوضة.

المفوضة لا يفهمون من آيات الصفات شيئاً، ويقولون: الله أعلم بمراده، فهم خالفوا السلف وخالفوا الخلف، خالفوا السلف لأنهم يقولون ربنا علمنا بلسان عربي مبين، فنحن نفهم {وهو السميع البصير} أن السميع هو غير البصير، وأن السمع له علاقة بسمع الأصوات، والبصر له علاقة برؤية الموجودات، هذا هو المعنى العربي، لكن سمعه ليس كسمعنا، وبصره ليس كبصرنا.

قلنا: الخلف التقوا مع السلف في بعض هذه الآيات كالآية المذكورة آنفاً، لكن اختلفوا معهم في آيات أخرى، كإثبات اليدين لله عز وجل، وإثبات العين أو العينين وإثبات العلو والاستواء على العرش، فالسلف أثبتوا هذه المعاني على ضوء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (الشورى:١١) أما الخلف فأولوها، فقالوا الاستواء معناه الاستيلاء، قالوا في إثبات اليد {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (المائدة:٦٤) فأولوها ما أثبتوا لله عز وجل اليدين اللتين تتناسبان مع عظمته وجلاله، ولا تشبهان أيدي البشر، الخلف هنا خالفوا السلف في إيمانهم بصفة السمع والبصر بالمعنى العربي مع التنزيه، هنا أولوا، أما المفوضة فهم الذين يقولون: لا ندري لا ندري لا ندري.

ولذلك هؤلاء إذا قالوا: وهذا يوجد اليوم ناس من الكُتَّاب المعاصرين خاصة من بعض الأحزاب الإسلامية يدعون أن التفويض هو مذهب السلف، وهذا كذب عليهم، السلف يعرفون ما معنى السميع البصير، يعرفون: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ

<<  <  ج: ص:  >  >>